على الجبهة الكافرة هو انتظار الدولة المهدوية العالمية التي أخبرت بها الأمم بأسرها مليين وسواهم ، وكما هو مذكور في كتاباتهم ، وقد سجلناها في كتابنا «رسول الإسلام في الكتب السماوية».
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (١٢٣).
«ولله» دون سواه (غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) «وإليه» لا سواه (يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ) دون إبقاء ، إذا (فَاعْبُدْهُ) لا سواه (وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) دون سواه (وَما رَبُّكَ) الذي رباك بهذه التربية القمة العالية (بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) أنت والمؤمنون معك في بلاغ الرسالة وتطبيقها ، ثم وهؤلاء الكفار الذين يؤمنون أو لا يؤمنون : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ. مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ) (١٤ : ٤٣).
وبذلك الدور الختامي للسورة وهو عرض للدور الختامي للرسالة يطيب قلب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويثبت بغيب السماوات والأرض لله ورجوع الأمر كله إلى الله ، إذا «فاعبده» بكل جوانب العبودية ولا تفشل (وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) في مزالق الدعوة إذ (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
وهكذا يلتقي جمال التنسيق بكماله الفني لفظيا ومعنويا في البدء والختام (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً).
ذلك ومن «الموعظة القاصعة الناصعة ما يعظ به إمام الواعظين علي أمير المؤمنين (عليه السلام) من قوله : «أيها اليقن الكبير الذي قد لهزه القتير! كيف أنت إذا التحمت أطواق النار! بعظام الأعناق ، ونشبت الجوامع حتى أكلت لحوم السواعد ، فالله الله يا معشر العباد وأنتم