وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ.
في الكافي والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها (١) فأخذوا عليها وقتلوا فصار قتلاً واعتداءً ومعصية قيل التقييد بغير حقّ مع أنّه كذلك في نفس الأمر للدلالة على أنّه لم يكن حقاً بحسب اعتقادهم أيضاً.
(١١٣) لَيْسُوا يعني أهل الكتاب سَواءً في دينهم مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ على الحق وهم الذين أسلموا منهم يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يعني يتلونها في تهجدهم.
(١١٤) يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وصفهم بصفات ليس في اليهود فإنهم منحرفون عن الحق غير متعبدين بالليل مشركون بالله ملحدون في صفاته واصفون اليوم الآخر بخلاف صفته مداهنون في الاحتساب متباطئون عن الخيرات وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
(١١٥) وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ فلن يضيع ولا ينقص ثوابه وقرئ بالياء فيهما سمّي ذلك كفراناً كما سمي توفية الثواب شكراً.
في العلل عن الصادق عليه السلام : إن المؤمن مكفّر وذلك أن معروفه يصعد إلى الله فلا ينتشر في الناس والكافر مشكور وذلك أن معروفه للناس ينتشر في الناس ولا يصعد إلى السماء وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ بشارة لهم واشعار بأن التقوى مبدأ الخير وحسن العمل.
(١١٦) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.
__________________
(١) ذاع الحديث ذيعاً إذا انتشر وظهر وأذاعه غيره أفشاه وأظهره ، ومنه الحديث من أذاع علينا حديثنا سلبه الله الايمان أي من أفشاه وأظهره للعدو (مجمع)