نازلة من الله عليهم والمراد نفي الحجة ونزولها جميعاً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ أي مثواهم وضع الظاهر موضع الضمير للتغليظ والتعليل.
(١٥٢) وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إيّاكم بالنصر بشرط التقوى والصبر وكان كذلك حتّى خالف الرماة فان المشركين لما اقبلوا جعل الرماة يرشقونهم (١) والباقون يضربونهم بالسيف حتّى انهزموا والمسلمون على آثارهم إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ أي تقتلونهم بإذن الله بمعنى القتل على الاستيصال وأصله الاحساس من أحسه إذا أبطل حسه حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ جبنتم وضعف رأيكم بالميل إلى الغنيمة وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ يعني اختلاف الرماة حين انهزام المشركين فقال بعضهم فما موقفنا هاهنا وقال آخرون لا نخالف أمر الرسول فثبت مكانه أميرهم في نفر يسير ونفر الباقون للنهب وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ من الظفر والغنيمة وانهزام العدو وجواب إذا محذوف وهو امتحنكم مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وهم التاركون المركز لحيازة الغنيمة.
القمّيّ يعني أصحاب عبد الله بن جبير الذين تركوا مراكزهم ومروا للغنيمة وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وهم الثابتون محافظة على أمر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم.
القمّيّ يعني عبد الله بن جبير وأصحابه الذين بقوا حتّى قتلوا ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ كفكم عنهم حين غلبوكم لِيَبْتَلِيَكُمْ على المصائب ويمتحن ثباتكم على الإِيمان عندها وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ تفضلاً ولما علم من ندمكم على المخالفة وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ يتفضل عليهم بالعفو وغيره في الأحوال كلها سواء أديل (٢) لهم أو عليهم إذ الابتلاء أيضاً رحمة.
(١٥٣) إِذْ تُصْعِدُونَ متعلق ب صَرَفَكُمْ والإِصعاد الذهاب والإِبعاد في الأرض وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ لا يقف أحد لأحد ولا ينتظره وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ كان يقول إلى عباد
__________________
(١) الرشق بالفتح فالسكون الرمي ورشقه يرشقه من باب قتل رشقا إذا رماه بالسهام والرشق بالكسر عدد الرمي الذي يتفقان عليه «مجمع».
(٢) دالت الأيّام : أي دارت والله يداولها بين الناس أي يديرها وتداولته الأيدي : أخذته هذه مرة وهذه مرة إلى أن قال يقال أديل لنا على أعدائنا أي نصرنا عليهم «مجمع».