الله : يا عباد الله ارجعوا أنا رسول الله الى أين تفرون عن الله وعن رسوله وفي رواية : من يكر فله الجنّة فِي أُخْراكُمْ في ساقتكم وجماعتكم الأخرى فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍ فجازاكم الله عن قتلكم وعصيانكم غمّاً متصلاً بغمّ.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : فأما الغم الأول فالهزيمة والقتل والغم الآخر فاشراف خالد بن الوليد عليهم لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ من الغنيمة وَلا عَلَى ما أَصابَكُمْ من قتل إخوانكم وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ.
(١٥٤) ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِ يعني الهزيمة أَمَنَةً نُعاساً أمناً حتّى أخذكم النعاس يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وقرئ بالتاء وهم المؤمنون حقاً روي : أنهم غشيتهم النعاس في المصاف حتّى كان السيف يسقط على يد أحدهم ثمّ يسقط فيأخذه وَطائِفَةٌ هم المنافقون قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ أوقعتهم أنفسهم في الهموم إذ ما بهم الأهمّ أنفسهم وطلب خلاصها يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِ يظنون أن أمر محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم مضمحل وأنّه لا ينصر ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ ظن أهل الملّة الجاهلية أي الكفّار يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ من النصر والظفر نصيب قط كما وعدنا أو في تدبير أنفسنا وتصريفها اختيار يقولون ذلك على سبيل الإنكار قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ الغلبة الحقيقية لله تعالى وأوليائه فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ أو النصر والشهادة والقضاء كله لله يَفْعَلُ ما يَشاءُ ويَحْكُمُ ما يُرِيدُ وقرئ كله بالرفع يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يظهرون انهم مسترشدون طالبون للنصر ويبطنون الإِنكار والتكذيب يَقُولُونَ في أَنْفُسِهِمْ وإذا خلا بعضهم إلى بعض لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ لو كان النصر لنا والإِختيار إلينا ما قُتِلْنا هاهُنا لم نبرح من المدينة بل أقمنا فيها كما كان رأي ابن أُبي وغيره فما غلبنا وما قتل من قتل منّا في هذه المعركة قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ لخرج الّذين قدر الله عليهم القتل وكتب في اللوح المحفوظ إِلى مَضاجِعِهِمْ إلى مصارعهم ولم ينفع الإِقامة بالمدينة ولم ينج من القتل أحد لأن ما قدر الله من الأمور ودبرها في سابق قضائه لا دافع له إذ لا معقب لقضائه ولا مانع لحكمه وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وليمتحن الله ما في صدوركم ويظهر سرائرها من الإِخلاص والنفاق فعل ما فعل وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وليكشفه ويميزه وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ عليم