عبد الله عليه السلام إن الأحاديث تختلف منكم ، قال : فقال : إن القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه. ثم قال : هذا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ، وهذا نص في البطون والتأويلات. ورووا في بعض ألفاظ هذا الحديث : أن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا بما تيسر منه.
وفي بعضها : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم لجبرئيل عليه السلام : إني بعثت إلى أُمة أُميين ، فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام. قال : فمرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف.
ومن طريق الخاصّة ما رواه في الخصال بإسناده عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن آبائه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم : أتاني آتٍ من الله عزّ وجلّ فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت : يا ربّ وسع على أمتي. فقال : إن الله عزّ وجلّ يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف. ويستفاد من هذه الروايات ان المراد بسبعة أحرف اختلاف اللغات كما قاله ابن الأثير في نهايته فانه قال في الحديث : نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف. أراد بالحرف اللغة يعني على سبع لغات من لغات العرب أي انها متفرقة (مفرقة خ ل) في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هُذيل وبعضه بلغة الهوازن (هوازن خ ل) وبعضه بلغة اليمن. قال : ومما يبين ذلك قول ابن مسعود إنّي قد سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم إنّما هو كقول أحدكم : هلم تعال واقبل. وقال في مجمع البيان : إن قوماً قالوا إن المراد بالأحرف اللغات ممّا لا يغير حكماً في تحليل ولا تحريم مثل : هلم واقبل وتعال. وقالوا : وكانوا مخيرين في مبتدإ الإسلام في أن يقرءوا بما شاءوا منها ثمّ أجمعوا على أحدها وإجماعهم حجة فصار ما أجمعوا عليه مانعاً ممّا اعرضوا عنه.
أقول : والتوفيق بين الروايات كلها أن يقال : إن للقرآن سبعة أقسام من