والتأويل وفي بيوتهم كان ينزل جبرائيل ، وهي البيوت التي أذن الله أن ترفع ، فعنهم يؤخذ ومنهم يسمع ، إذ أهل البيت بما في البيت ادرى والمخاطبون لما خوطبوا به أوعى ، فأين نذهب عن بابهم ، وإلى من نصير لا والله وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ، سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، اللهمّ فكما هديتنا للتمسك بحبل الثقلين وجعلت لنا المودة في القربى قرّة عين ، فاشرح صدورنا لأسرار كتابك لنرتقي من العلم إلى العين ، ونوّر أفئدتنا بأنوار العترة لنخرج من ظلمات الغين والرين وصلّ اللهمّ على محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلى التسعة من ولد الحسين عليهم السلام وصن بياننا عن الشين ولساننا عن المين.
أما بعد : فيقول خادم علوم الدين ، وراصد اسرار كتاب الله المبين ، الفقير إلى الله في كل موقف وموطن (محمّد بن مرتضى) المدعو (بمحسن) حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
هذا يا اخواني ما سألتموني من تفسير القرآن بما وصل إلينا من أئمتنا المعصومين من البيان ، أتيتكم به مع قلّة البضاعة ، وقصور يدي عن هذه الصناعة ، على قدر مقدور فان المأمور معذور ، والميسور لا يترك بالمعسور ، ولا سيما كنت أراه امراً مهماً ، وبدونه أرى الخطب مدلهماً ، فان المفسرين وان أكثروا القول في معاني القرآن ، إلّا أنّه لم يأت أحد منهم فيه بسلطان وذلك لأن في القرآن ناسخاً ومنسوخاً ومحكماً ومتشابهاً وخاصاً وعاماً ومبيّناً ومبهماً ومقطوعاً وموصولاً وفرائض وأحكاماً وسنناً وآداباً وحلالاً وحراماً وعزيمة ورخصة وظاهراً وباطناً وحداً ومطلعاً ، ولا يعلم تمييز ذلك كله إلّا من نزل في بيته ، وذلك هو النبيّ وأهل بيته ، فكل ما لا يخرج من بيتهم فلا تعويل عليه.
ولهذا ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : من فسّر القرآن برأيه فأصاب الحق فقد أخطأ ، وقد جاءت عن أهل البيت في تفسير القرآن وتأويله أخبار كثيرة إلا أنها خرجت متفرقة عند أسئلة السائلين وعلى قدر افهام المخاطبين ، وبموجب إرشادهم إلى مناهج الدين وبقيت بعد خبايا في زوايا خوفاً من الأعداء وتقيّة من