السلام : يعني أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمبلغ إلى جنّتك والمانع من أن نتّبع أهواءنا فنعطب أو أن نأخذ بآرائنا فنهلك.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : يعني أدِمْ لنا توفيقك الذي أطعناك به في ماضي أيامنا حتّى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا.
أقول : لما كان العبد محتاجاً إلى الهداية في جميع أموره آناً فآناً ولحظة فلحظة فادامة الهداية هي هداية أخرى بعد الهداية الأولى فتفسير الهداية بإدامتها ليس خروجاً عن ظاهر اللفظ. وعنه عليه السلام : الصراط المستقيم في الدنيا ما قصر عن الغلوّ وارتفع عن التقصير واستقام وفي الآخرة طريق المؤمنين إلى الجنة.
وفي المعاني عن الصادق عليه السلام : وهي الطريق إلى معرفة الله وهما صراطان صراط في الدنيا وصراط في الآخرة فأما الصراط في الدنيا فهو الامام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنّم في الآخرة ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردّى في نار جهنّم.
وعنه عليه السلام : ان الصراط أمير المؤمنين عليه السلام.
وفي رواية أخرى : ومعرفته.
وفي أخرى : أنه معرفة الامام ، وفي أخرى : نحن الصراط المستقيم.
والقمّيّ عنه عليه السلام : الصراط أدقّ من الشّعر وأحدّ من السيف فمنهم من يمر عليه مثل البرق ومنهم من يمر عليه مثل عدو الفرس ومنهم من يمر عليه ماشياً ومنهم من يمر عليه حبواً ومنهم من يمر عليه متعلقاً فتأخذ النار منه شيئاً وتترك شيئاً.
وفي رواية أخرى : أنه مظلم يسعى الناس عليه على قدر أنوارهم.
أقول : ومآل الكل واحد عند العارفين بأسرارهم.