(وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) (٢٦ : ٩١) (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ. وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) (٢٦ : ٩٤) فهم (إِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) (٧ : ٢٠٢) ولكن المخلصين لا تثبت عليهم اية غواية وحتى ادنى معصية.
وقد يؤيد ذلك التضيّق في سلطان الشيطان المنفي هنا (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) حيث تشمل كافة المؤمنين المتوكلين ، مخلصين وسواهم.
(إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) فيخص سلطانه من يشرك دون المؤمنين مهما خفت درجاتهم!.
ثم السلطان وهو السلطة ، الظاهرة في السيطرة التامة ، هو بنفسه قاصر ان يشمل كل عصيان ، مهما كان باغواء الشيطان ، فانه استراق في الإغواء هامشيا بمعونة النفس الامارة بالسوء ، ثم في بقاء الايمان والحياة الايمانية سلطان الرحمن ، وفيما له سلطان كما على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ، ليس هو في الحق سلطانا له عليهم بل هو تسليط منهم إياه على أنفسهم ، إذا فلا سلطان له تغلبا على عباد الله أيا كان وكما سوف يعترف (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ...).
فالوسوسة الابليسيه لغير المخلصين ليست سلطانا عليهم إذ ما سلطوه على أنفسهم ، ولم يستقبلوه في وساوسه ، وانما تفلتات في تلفتات وغفلات
__________________
ـ يقول : نحن اهل الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة ، نحن في الأرض بنيان وشيعتنا عرى الإسلام وما كانت دعوة ابراهيم الا لنا ولشيعتنا ولقد استثنى الله الى يوم القيامة على إبليس فقال : ان عبادي ليس لك عليهم سلطان.