مقسوم تناسب تلكم الأبواب ، كما (فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ) (٦ : ٤٤).
ام وهي ـ على ما هيه ـ اسباب الدخول في الجحيم كأبواب سائر العذابات والرحمات ، وكما نجد أمهات الملكات الرذيلة ثلاثا هي الشيطنة : المكر ـ والأكولية : البقر ـ الافتراس : النمر ـ وباجتماع ثنتين منها باختلاف مفرداتها أو الثلاث ، تكتمل الدركات السبع لرذائل الأخلاق ، وهي الأبواب الأسباب لدخول الجحيم ، والى أبواب الطبقات ، مهما كانت لكل طبقة ـ ايضا ـ أبواب! وقد يعني الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من تقسيمه الثلاثي : «جزء أشركوا بالله وجزء شكوا في الله وجزء غفلوا عن الله» (١) أنهم الأجزاء الرئيسية ، مهما انقسم كل الى هذه السبع ، فقد تجر الغفلة عن الله الى ما لا يجره الشرك بالله والشك في الله.
وقد تعني (سَبْعَةُ أَبْوابٍ) هذه الثلاث كلها ، أبوابا وطبقات وأسبابا لتناسب اللفظ والمعنى.
فأبواب النار تقتسم أصحابها اجزاء مقسومة ، كما وأبواب الجنة وهي عرصة واحدة ، بل والصراط الذي يمشون عليه ف «ان الصراط بين ظهري
__________________
(١) المصدر ـ اخرج ابن مردويه في تاريخه عن انس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله تعالى : لكل باب منهم جزء مقسوم.
وفيه اخرج ابن مردويه عن أبي ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجهنم باب لا يدخل منه إلا من اخفرني في اهل بيتي وأراق دماءهم من بعدي وفيه اخرج احمد وابن حبان والطبري وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عتبة بن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض.