جهنم دحض مزلة والأنبياء عليه يقولون اللهم سلم سلم ، والمار كلمع البرق ، وكطرف العين ، وكأجاويد الخيل والبغال والركاب على شد الأقدام ، فناج مسلم ومخدوش مرسل ومطروح فيها ولها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم» (١).
اجل يتجزأ اهل النار بين أبوابها الطباق اجزاء مقسومة حسب أقسام معاصيهم ومآسيهم قضية العدل ، ولا تجزّء لأهل الجنة بين طبقات ، وانما جنة الرضوان والزلفى والفردوس تقتسم بين أصحابها درجات حسب الدرجات ، وسائر الجنة (لَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) (٤١ : ٣٢).
ولماذا (جُزْءٌ مَقْسُومٌ) دون جماعة مقسومة ، حيث الجزء منطقيا للكل والجماعة والأفراد للكلي؟ علّه مهانة لهم واهانة كأنهم ليسوا أناسا ام وسائر العقلاء ، وانما هم ركام من حطب فإنهم حصب جهنم ، ثم «مقسوم» يعني على نفس الباب ، فالأجزاء الرئيسية سبعة ، ثم كل جزء مقسوم على طابقه ، فكما الطبقات تختلف عذابا ، كذلك كل طبقة تختلف مكاناتها.
فمثلا اصحاب الدرك الأسفل منهم المنافقون ومنهم المكذبون بآيات الله ومنهم من دونهم او فوقهم ولكنهم قريبون مع بعض في العذاب بأسبابه ، فهم اجزاء في باب واحد.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ)(٤٦) «ان المتقين» هم أعم من المخلصين ، من مخلصين على درجاتهم ، العائشين حياة التقوى مهما كان منهم من لمم وصغائر ، ام وكبائر مكفّرة بأسبابها.
__________________
(١) الدر المنثور ـ اخرج ابن مردويه والبيهقي في المبعث عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الصراط ..