(وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٧ : ٤٣).
والغلّ هو العداء والضغن ، ولا يخلوا عن لمم منه مؤمن إلّا مخلص : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٥٩ : ١٠).
فالعداء والضغن إذا كانا للذين آمنوا بايمانهم فهما عداء للايمان ، ولكنهما هنا غبطة ام تحسّد على من سبق في ايمان وهي رذيلة باطنية قد تجمع مع الايمان ، ثم في الجنة وفيها تظهر معالي السابقين ، وهي بطبيعة الحال مسرح الاغتباط ، فمن فضل الله على اهل الجنة نزع ما في صدورهم من غل أيا كان سببه ، قبل الجنة وفيها ، وبذلك يصبحون (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ).
اجل ليس بين المتقين عداء وضغن إلّا لمم من الغبطة المنزوعة عنهم هناك ف (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (٤٣ : ٦٧).
فهناك تزول كافة الخلافات بين كتلة الايمان ، حيث تظهر الحقائق والاستحقاقات عن بكرتها ، فلما ذا إذا التحسّد والاختلاف.
ففي قبال الحقد المكين اللعين الذي يغلى به صدر إبليس والغاوين ، ينزع عنهم كل حقد فانه نصب ف (لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ) أيا كان وأيان (وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ) طبعا ولا خارجين فان الجنة عطاء غير مجذوذ ، مهما كانت النار ـ قضية العدل ـ بلاء هو مجذوذ.
وقد يلمح المضي في «نزعنا» ان الله ينزع عنهم كل غل قبل الخطاب :