الى المصدر (١). «فاصدع» بأمرك في دعوة عامة جاهرة دونما تخفّ ولا تقية (وَأَعْرِضْعَنِ) مجابهة «المشركين» او الخوف منهم (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ).
وجملة القول هنا ان الرسالة كما هي مرحلية في نفسها تذرعا بالعبودية والمعرفة الى القمة المعنية بها ، كذلك هي مرحلية عدّة وعدة في المرسل
__________________
ـ بحجر فشج بين عينيه وتبعه المشركون بالحجارة فهرب حتى أتى الجبل فاستند الى موضع يقال له المتكأ وجاء المشركون في طلبه وجاء رجل الى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال يا علي قد قتل محمد فانطلق الى منزل خديجة فدق الباب فقالت خديجة من هذا؟ قال : انا علي قالت يا علي ما فعل محمد؟ قال : لا ادري الا أن المشركين قد رموه بالحجارة ، وما ادري احي هو ام ميت فأعطيني شيئا فيه ماء وخذي معك شيئا من هيس وانطلقي بنا نلتمس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فانا نجده جائعا عطشانا فمضى حتى جاز الجبل وخديجة معه فقال علي يا خديجة استبطني الوادي حتى استظهره فجعل ينادي يا محمداه يا رسول الله نفسي لك الفدى في اي واد أنت تلقى وجعلت خديجة تنادي من احسّ لي النبي المصطفى من أحس لي الربيع المرتضى من أحس لي المطرود في الله من أحس لي أبا القاسم وهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فلما نظر الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى وقال : ما ترى ما صنع بي قومي كذبوني وطردوني وخرجوا علي فقال يا محمد ناولني يدك فأخذ يده فأقعده على الجبل ثم اخرج من تحت جناحه درنوكا من درانيك الجنة ـ ثم ساق عرض الملائكة له نقمة الله من هؤلاء وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) جوابا عن مقالاتهم : قد أمرتم بطاعتي؟ قالوا نعم فرفع رأسه الى السماء ونادى اني لم ابعث عذابا انما بعثت رحمة للعالمين دعوني وقومي فإنهم لا يعلمون ...
(١) ف «ما» على الاول موصولة حذف ضميرها الراجع إليها ، وفي الثاني مصدرية وهي القدر المتيقن.