ذوي العقول الأحياء ، هم (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ) ـ «كفار غير مؤمنين» (١) فاقدين حياة الايمان بالله ، فكيف يشركون بالله ، ولو كان لله شركاء لكانوا من اوّل المؤمنين به.
ام إنّ هذه الأربع هي مواصفات لما سوى الله ، التي تجعلها لا تحق لها العبادة على أية
حال ، فكما انهم ـ اجمع ـ (لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) ـ فقد لا يخلق ولا يخلق : إله منعزل عن الخالقية! وهم (لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) ـ! كذلك هم ـ اجمع ـ «أموات» عن كونهم خالقين عالمين إسرارا وإعلانا (غَيْرُ أَحْياءٍ) بحياة الخالقية والعلم المحيط ، وحق الالوهية ان تكون الآلهة «احياء غير أموات» لا يطرءهم الموت ، ولكنهم (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ) ليست لهم تلك الحياة الخالقة المحيية ابدا مهما كانوا أحياء!.
(وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) لا هم ولا معبودوهم ، حيث العلم بأيان البعث وإبّانه كأصل البعث هما من مختصات الربوبية : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (٢٧ : ٦٥) فسلب الشعور عن (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) يعم كل ما سوى الله من عقلاء وسواهم ، من ملائكة وأنبياء وسواهم ، ومن قضايا الربوبية العادلة الحكيمة العلم بأيّان البعث والقدرة عليه وهم لا يشعرون أيان يبعثون! فبجنب الحياة السرمدية الإلهية ، وهي ذاتية العلم والقدرة اللّانهائية ، كل حي ميت حتى الرسول (ص) : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (٣٩ : ٣٠) لا ـ فقط ـ سوف تموتون ، وانما «ميت وميتون» على أية حال حيث تفقدون حق الحياة
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٦ عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سألته عن هذه الآية ـ قال : ... واما قوله «أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ» يعني كفار غير مؤمنين .. أقول هذا تفسير ببعض مصاديق «أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ» تفسيرا تطبيقيا كما يعرف بكامل الحديث فراجع.