إليهم ، وسائر درجات الكائنات ، والكل هو المثل الأعلى بالنسبة لسائر المثل من الخلق.
وقد تعني (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) هنا أعمّ مما تعنيه (الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) في الروم ، كمثل الصفات الذاتية التي ليست لا في السماوات ولا في الأرض ، فانها عين ذاته سبحانه ، ـ إذا ـ ف (لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) هو ككل صفاته ذاتية وفعلية لا يدانيها أو يساميها أي مثل ، ولا يماثلها أي مثل مهما يمثّلها كآية تدل عليه ، وفي كل شيء له آية تدل على أنه صانع ، ثم و (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) هو مثل الصفات الفعلية ، وهي المتمثلة في خلقه كله ، مهما كانوا بالنسبة لبعض درجات.
وقد يعنيهما ـ ولا سيما الذاتية من الصفات ـ قول الصادق (عليه السلام) «ولله المثل الأعلى الذي لا يشبهه شيء ولا يوصف ولا يتوهم» (١) حيث الأمثال غيرها متشابهة مع بعض.
(وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) ٦١.
«لو» تحيل تلك المؤاخذة ، المبكرّة قبل يوم المؤاخذة ، مبيّنة استحقاق الظالمين تلك الأخذة الشاملة ، نتيجة ثالوث الظلم بالحق وبحق أنفسهم وحقوق الآخرين ، وقد ذكرت قبل كشركهم بالله ، وتسامحهم عن عقولهم في كل حقولهم ، ووأدهم البنات.
و «الناس» هنا هم الظالمون لمكان «بظلمهم» فهم ـ فقط ـ يستحقون المؤاخذة التي لا تتركهم على الأرض ، إذا فما بال كل دابة تؤاخذ
__________________
(١). في معاني الاخبار باسناده عن حنان بن سدير عن الصادق (عليه السلام) في حديث قال :