وسلم) يستعيذ بالله من أرذل العمر (١) لأنه حط من كرامة الانسانية والايمان مهما لم يكن فيه الإنسان مقصرا ، فان كان مؤمنا قبله «كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير وان عمل سيئة لم تكتب عليه» (٢).
ويا لها من لمسة قوية في الحياة ، تهددا بارذل العمر ، حيث يرد القلب الصّلد الصّلب الى حالة من الرخوة ، والتخوف عليها قد يستجيش وجدان التقوى والحذر والالتجاء الى واهب الحياة الحسنة ، الراد لها الى ارذلها ، غضا عن الكبرياء والغرور ، ونبهته عن الغفوة المتسربة اليه من الغرور.
(وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ) ٧١.
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٢٣ ـ اخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كان دعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعوذ بالله من دعاء لا يسمع ومن قلب لا يخشع ومن علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع اللهم اني أعوذ بك من الجوع فانه بئس الضجيع ، ومن الخيانة فانها بئس البطانة ، وأعوذ بك من الكسل والهرم والبخل والجبن وأعوذ بك ان أرد الى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدجال وعذاب القبر. واخرج عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) جماعة آخرون ألفاظا مختلفة فيها كلها «وأعوذ بك ان أرد الى الرذل العمر».
(٢) المصدر ـ اخرج ابن مردويه عن انس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المولود حتى يبلغ الحنث ما يعمل من حسنة اثبت لوالده او والديه وان عمل سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه فإذا بلغ الحنث وجرى عليه القلم امر الملكان اللذان معه فحفظاه وسدداه فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام آمنه الله من البلايا الثلاثة من الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ الخمسين ضاعف الله حسناته فإذا بلغ ستين رزقه الله الانابة اليه فيما يحب فإذا بلغ سبعين أحبه اهل السماء فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه في اهل بيته وكان اسمه عند الله أسير الله في ارضه فإذا بلغ الى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته في الخير وان عمل سيئة لم تكتب عليه.