الإنصاف والإحسان التفضل» (١).
ولقد حلت محلها اللائق في ذلك المسرح العصيب ، أمام الأشداء الالداء من الكفار ، كدعوة جامعة جامحة ، لو انهم سمحوا لأنفسهم ان يسمعوها ويعوها ، كمنطلق للهدى الإسلامية السامية.
ولقد قرأها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على الوليد بن المغيرة فقال : يا بن اخي أعد فأعاد ، فقال : ان له حلاوة ، وان عليه لطلاوة ، وان أعلاه لمثمر ، وان أسفله لمغدق وما هو قول البشر (٢) كما قرأها على قبائل
__________________
ـ وسلم) فقالا نحن رسل اكتم يسألك من أنت وما جئت به فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا محمد بن عبد الله ورسوله ثم تلا عليهم هذه الآية : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ ..) قالوا : ردد علينا هذا القول فردده عليهم حتى حفظوه فاتيا اكتم فأخبراه فلما سمع الآية قال : اني أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الأمر رؤساء ولا تكونوا فيه اذنابا ، ورواه الاموي في مغازيه وزاد : فركب متوجها الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فمات في الطريق قال : ويقال نزلت فيه هذه الآية : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ).
(١) المصدر ـ اخرج ابن النجار في تاريخه من طريق العكلي عن أبيه قال مر علي بن أبي طالب بقوم يتحدثون فقال فيم أنتم فقالوا نتذاكر المروءة فقال : او ما كفاكم الله عز وجل ذاك في كتابه إذ يقول الله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) فالعدل الإنصاف والإحسان التفضل فما بقي بعد هذا؟
(٢) نور الثقلين ٣ : ٧٨ عن المجمع عن عكرمة قال ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ هذه الآية ...
وروى القاضي في تفسيره عن ابن ماجه عن علي (عليه السلام) انه قال : امر الله نبيه ان يعرض نفسه على قبائل العرب فخرج وانا معه وابو بكر فوقفنا على مجلس عليهم الوقار ، فقال ابو بكر ممن القوم؟ فقالوا من شيبان بن ثعلبة فدعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى الشهادتين والى ان ينصروه فان قريشا كذبوه فقال مقرون بن عمرو : الى م تدعون أخا قريش ، فتلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه ـ