العرب ، ولان فيها جماع التقوى (١) سلبا وإيجابا ، بل «جميع شرايع الدين» (٢).
وما يروى بعد (ذِي الْقُرْبى) ـ من «حقه» (٣) ليس من حقه ، فانه خلاف تواتر الآية في القرآن ، وخلاف ما يروى عن الرسول والائمة عليهم السلام ، إذا فهو تفسير ل (إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى).
ومن الرائع فيها ان واجباتها ومناهيها هي جميع شرائع الدين (٤) محلّقة على الشرائع كلها دونما نسخ ، فانها الأحكام الاصيلة الدائبة التي لا تقبل النسخ ، فهي خير ما يتلى على الناس كافة صالحين وطالحين ، طاغين ومتقين ، بل وكتابيين وسواهم ، لأنها احكام فطرية تحكم بها الفطرة اجماليا وفي شرايع الدين تفاصيلها.
ثم العطف بين الثلاثة المأمور بها ، والاخرى المنهي عنها ، دليل التقابل بينها دون وحدة مكرورة ، والتعامل بينها دون هوّة ووهدة منكورة ، فتفسير بعضها ببعض تعتير لها كلها ، وإفراد كل في تفسير تعطير عبير ، وتعبير منير.
__________________
ـ الآية فقال مقرون دعوت والله الى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد افك قوم كذبوك وظاهروا عليك.
(١) المصدر في روضة الواعظين وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) جماع التقوى في قوله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ).
(٢) المصدر في كتاب الخصال عن أبي مالك قال قلت لعلي بن الحسين (عليه السلام) اخبرني بجميع شرايع الدين قال : قول الحق والحكم بالعدل والوفاء بالعهد ، هذه جميع شرايع الدين.
(٣) المصدر في كتاب الخصال عن أبي مالك قال قلت لعلي بن الحسين (عليه السلام) اخبرني بجميع شرايع الدين قال : قول الحق والحكم بالعدل والوفاء بالعهد ، هذه جميع شرايع الدين.
(٤) المصدر في تفسير العياشي عن إسماعيل الحريري قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قول الله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ ...) قال : اقرء كما أقول لك يا إسماعيل : (.. وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) قال : أداء امام الى امام بعد امام ...