رسوليا ورساليا ، ولسائر المرسلين آية ذات بعد واحد هي الرسولية الدالة على الرسالة.
ف «آية مكان آية» هنا تعني في الأصل الآية الرسولية ، الخارقة للعادة ، كما تلمح له «قل نزله ..» دون «نزلها» حيث يعني القرآن كله كآية واحدة رسولية ، ولمحة ثانية في ثانيتها : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ..).
فهي ـ إذا كآية البقرة : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) (٢ : ١٠٦) فقد بدل الله في هذه الرسالة الاخيرة آية القرآن معجزة عقلية خالدة على مر الزمن ، مكان آية الرسالات السابقة كلها وهي الآيات البصرية العابرة الغابرة دونما استمرار ، فلانهم كانوا متعوّدين على تلكم الآيات ففاجئتهم آية القرآن الخالدة زعموا انه ليس آية معجزة : (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٧ : ٢٠٣) (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٦ : ٣٧) (وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ..) (٦ : ١٢٤) (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (١٣ : ٧).
اجل (لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) رسولي بمعجزة إلهية تناسبهم ، ولا تناسب قوم الرسول محمد ـ وهم العالمون أجمعون منذ رسالته الى يوم الدين ـ إلا آية خالدة مستمرة مع الزمن واهله تكون حجة لهم وعليهم ما طلعت الشمس وغربت ، وهي القرآن العظيم.
إذا فقولتهم الفاتكة (إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ) ليست لنسخ في آيات احكامية