ام هو افتراء على الله خلافا للضروري من حكم الله ، او نص من كتاب ام سنة ثابتة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا انحس دركات افتراء الكذب على الله.
ام يفتي تأويلا لنص او ظاهر مستقر من كتاب او سنة ، تفسيرا له برأيه وتأويلا له الى خلاف مآله ، وهذا مصداق ثان لما تشمله الآية.
ام يفتي فيما لا نص فيه بقياس او استحسان واضرابهما مما لا حجة فيه ثم ينسبه الى الله ، وهذه دركة ثالثة من دركات افتراء الكذب على الله.
فليس لأي مفت في احكام الدين ، المختلفة فيها الأنظار وغير الضرورية اسلاميا ، ان ينسب فتواه الى الله ، وانما : أقول هذا كما وصل الي بحجة والله اعلم ، اللهم إلا فيما يقطع به من احكام لنص كتابي او سنة قاطعة دون تفسير برأي لا تتحمله حجة شرعية «ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب» (١) وكل ابتداع في الدين افتراء على الله الكذب سواء أكان بتأويل حجة كمفسر برأيه ، ام باختلاق حجة خلاف حجج الله ، ام ليست في كتاب الله او سنة رسول الله فان «العلم ثلاثة كتاب وسنة ولا ادري».
فمن دان الله بقياس او استحسان ام أيا كان من حجة غير شرعية ، كان ممن افترى على الله كذبا وله عذاب اليم!
ف (هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ) دون نص ولا أيّة حجة قاطعة ، هي القولة الكاذبة ، الكالحة الكاسحة ، وكما يقولها جماعة من الوهابية السلفية في الجزيرة العربية وسواها ، حيث يحرّمون أمورا كثيرة دونما أية حجة ، وأصالة الحظر التي هي من أصولهم الفقهية هي ايضا مما تصف ألسنتهم الكذب حيث الضوابط القرآنية تؤصّل الحلية ك (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٩٣ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عبد الرحمن بن سمرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : حديث طويل يقول فيه : ...