جادَ اللّه عَلَيهِ بِما هُوَ ـ جَلَّ وتَعالى ـ أهلُهُ ؛ إيجابَنا لِحَقِّهِ ، ورِعايَتَنا لِأَبيهِ ـ رَحِمَهُ اللّه ـ وقُربَهُ مِنّا ... نَسأَلُ اللّه بِمَسأَلَتِهِ ما أمَّلَهُ مِن كُلِّ خَيرٍ عاجِلٍ وآجِلٍ ، وأن يُصلِحَ لَهُ مِن أمرِ دينِهِ ودُنياهُ ما يُحِبُّ صَلاحَهُ ، إنَّهُ وَلِيٌّ قَديرٌ. ١
١٥ / ٦
مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ العَمرِيُّ وأبوهُ ٢
١٣٧٨. كمال الدين عن عبد اللّه بن جعفر الحميري : خَرَجَ التَّوقيعُ إلَى الشَّيخِ أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ العَمرِيِّ فِي التَّعزِيَةِ بِأَبيهِ ـ رضاللهعنهما ـ في فَصلٍ مِنَ الكِتابِ :
إنّا للّه وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، تَسليما لِأَمرِهِ ورِضاءً بِقَضائِهِ ، عاشَ أبوكَ سَعيدا ، وماتَ حَميدا ، فَرَحِمَهُ اللّه وألحَقَهُ بِأَولِيائِهِ ومَواليهِ عليهمالسلام ، فَلَم يَزَل مُجتَهِدا في أمرِهِم ، ساعِيا فيما يُقَرِّبُهُ إلَى اللّه عز وجل وإلَيهِم ، نَضَّرَ اللّه وَجهَهُ ، وأقالَهُ عَثرَتَهُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الاحتجاج : ج ٢ ص ٥٧٨ ح ٣٥٦ ، بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ١٦٢ ح ٣.
٢. عثمان بن سعيد العمريّ ، كان وكيلاً ، نصبه أوّلاً أبو الحسن عليّ بن محمد العسكريّ عليهالسلام ثمّ ابنه أبو محمّد الحسن عليهالسلام ، فتولّى القيام باُمورهما حال حياتهما ، ثمّ بعد ذلك قام بأمر صاحب الزمان (عج) وكانت التوقيعات وجواب المسائل تخرج على يده. جليل القدر ، ثقة مأمون. ورد التوقيع في شأنه : أنّه الطاهر الأمين العفيف القريب منّا وإلينا. يقال له : السمّان؛ لأنّه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر ، وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمّد عليهالسلام ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمّد عليهالسلام تقيةً وخوفا.
وابنه محمّد بن عثمان العمريّ أيضا وكيل في خدمة صاحب الزمان عليهالسلام ، له منزلة جليلة عند الطائفة ، وتولّى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة. خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمريّ ـ قدّس اللّه روحه ـ في التعزية بأبيه رضاللهعنه وفيها : أجزل اللّه لك الثواب وأحسن لك العزاء ، رزئت ورزئنا. روى الكلينيّ بسندٍ صحيح عن أبي محمّد عليهالسلام ، فقال في جواب سؤال : العمريّ وابنه ثقتان فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان ، وما قالا لك فعنّي يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنَّهما الثقتان المأمونان (رجال الطوسي : ص ٤٠١ الرقم ٥٨٧٧ وص ٤٤٧ الرقم ٦٣٥١ ، الغيبة للطوسي : ص ٣٥٤ و ٣٥٦ و ٣٦١ ، الاحتجاج : ج ٢ ص ٤٧٧ و ٤٨١ ، الكافي : ج ١ ص ٣٣٠ ح ١).