ولَولا ما وُفِّقَ العَبدُ مِن ذلِكَ الدُّعاءِ لَأَصابَهُ مِنهُ ما يَجُثُّهُ ١ مِن جَديدِ الأَرضِ. ٢
١٢٣. عنه عليهالسلام : ما رَدَّ اللّه ُ العَذابَ إلاّ عَن قَومِ يونُسَ ... فَلَمّا كانَ في ذلِكَ اليَومِ نَزَلَ العَذابُ. فَقالَ العالِمُ لَهُم : يا قَومِ افزَعوا إلَى اللّه ِ فَلَعَلَّهُ يَرحَمُكُم ويَرُدُّ العَذابَ عَنكُم.
فَقالوا : كَيفَ نَصنَعُ؟ قالَ : اِجتَمِعوا وَاخرُجوا إلَى المَفازَةِ ٣ وفَرِّقوا بَينَ النِّساءِ وَالأَولادِ ، وبَينَ الإِبِلِ وأولادِها ، وبَينَ البَقَرِ وأولادِها ، وبَينَ الغَنَمِ وأولادِها ، ثُمَّ ابكوا وَادعوا ، فَذَهَبوا وفَعَلوا ذلِكَ وضَجّوا وبَكَوا ، فَرَحِمَهُمُ اللّه ُ وصَرَفَ عَنهُمُ العَذابَ وفَرَّقَ العَذابَ عَلَى الجِبالِ. ٤
١٢٤. تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام لَمّا أظَلَّ قَومَ يونُسَ العَذابُ ، دَعَوُا اللّه َ فَصَرَفَهُ عَنهُم.
قُلتُ : كَيفَ ذلِكَ؟ قالَ : كانَ فِي العِلمِ أنَّهُ يَصرِفُهُ عَنهُم. ٥
١٢٥. الكافي عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليهالسلام هَل تَعرِفونَ طولَ البَلاءِ مِن قِصَرِهِ؟ قُلنا : لا. قالَ : إذا اُلهِمَ أحَدُكُمُ الدُّعاءَ عِندَ البَلاءِ فَاعلَموا أنَّ البَلاءَ قَصيرٌ. ٦
١٢٦. الإمام الكاظم عليهالسلام : ما مِن بَلاءٍ يَنزِلُ عَلى عَبدٍ مُؤمِنٍ فَيُلهِمُهُ اللّه ُ عزّ وجل الدُّعاءَ ، إلاّ كانَ كَشفُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. في القاموس : الجثّ القطع وانتزاع الشيء من أصله. وقال الجوهري : الجديد : وجه الأرض. وحاصله : أنّه سبحانه يدفع البلاء الذي استحقّ العبد نزوله إذا علم أنّ العبد يدعو اللّه لكشفه بعد ذلك ، فلا ينزله لما سيقع منه من الدعاء فيؤثّر الدعاء قبل وقوعه في دفع البلاء (مرآة العقول : ج ١٢ ص ١٦).
٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٠ ح ٩ عن إسحاق بن عمّار.
٣. المَفازة : البَرِّيّة القفر ، سمّيت بذلك لأنّها مهلكة ، من فوَّز : إذا مات. وقيل : سمّيت تفاؤلاً من الفوز : النجاة (النهاية : ج ٣ ص ٤٧٨ «فوز»).
٤. تفسير القمّي : ج ١ ص ٣١٧ عن جميل ، بحار الأنوار : ج ١٤ ص ٣٨٠ ح ٢.
٥. تفسير العيّاشي : ج ٢ ص ١٣٦ ح ٤٥.
٦. الكافي : ج ٢ ص ٤٧١ ح ١ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٩ ح ١٩٨٩ ، فلاح السائل : ص ١٠٧ ح ٤٤ نحوه ، عدّة الداعي : ص ٣٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨١ ح ٧.