فَقالَ لَهُ ابنُ أبي سَعيدٍ : وأسأَ لُكَ عَن مَسأَلَةٍ ، فَقالَ : لا أخالُكَ تَقبَلُ مِنّي ولَستَ مِن غَنَمي ، ولكِن هَلُمَّها. فَقالَ : رَجُلٌ قالَ عِندَ مَوتِهِ : كُلُّ مَملوكٍ لي قَديمٍ فَهُوَ حُرٌّ لِوَجهِ اللّه؟ قالَ : نَعَم ، إنَّ اللّه ـ عَزَّ ذِكرُهُ ـ يَقولُ في كِتابِهِ : (حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) ١ ، فَما كانَ مِن مَماليكِهِ أتى عَلَيهِ سِتَّةُ أشهُرٍ فَهُوَ قَديمٌ وهُوَ حُرٌّ.
قالَ : فَخَرَجَ مِن عِندِهِ ، وَافتَقَرَ حَتّى ماتَ ، ولَم يَكُن عِندَهُ مَبيتُ لَيلَةٍ ـ لعنه اللّه ـ. ٢
١٤ / ٢
مُحَمَّدُ بنُ الفُراتِ ٣
١٥٨٧. رجال الكشّي عن جعفر بن عيسى وعليّ بن إسماعيل عن الامام الرضا : آذاني مُحَمَّدُ بنُ الفُراتِ آذاهُ اللّه وأَذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، آذاني ـ لَعَنَهُ اللّه ـ أذىً ما آذى أبُو الخَطّابِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليهالسلام بِمِثلِهِ ، وما كَذَبَ عَلَينا خَطّابِيٌّ مِثلَ ما كَذَبَ مُحَمَّدُ بنُ الفُراتِ. وَاللّه ما مِن أحَدٍ يَكذِبُ عَلَينا إلاّ ويُذيقُهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. يس : ٣٩. والعُرْجُون : هو العودُ الأصفر الذي فيه شماريخ العِذق ، وجمعه عراجين (النهاية : ج ٣ ص ٢٠٣ «عرج»).
٢. الكافي : ج ٦ ص ١٩٥ ح ٦ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ص ١٥٥ ح ٣٥٦٤ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ص ٣٠٨ ح ٧١ ، معاني الأخبار : ص ٢١٨ ح ١ ، بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٨١ ح ١.
٣. هو محمّد بن الفرات الكوفيّ ، معاصر للرضا عليهالسلام ، ضعيفٌ ، له كتاب. روى الكشّيّ في ذمّه روايات ، منها : إنّ محمّد بن الفرات كان يغلو في القول وكان يشرب الخمر ، فبعث إليه الرضا عليهالسلام خمرة وتمراً ، فقال محمّد : إنّما بعث بالخمرة لاُُصلّي عليها وحثّني عليها ، والتمر نهاني عن الأنبذة (رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٢٩ الرقم ١٠٤٦ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ٢٦٥ الرقم ٩٧٧ ، رجال ابن الغضائري : ص ٩٢ الرقم ١٢٩).