قالَ : أفَتَرَى اللّهَ عز وجل أخلَفَ وَعدَهُ؟ قُلتُ : لا. قالَ : فَمِمَّ ذلِكَ؟ قُلتُ : لا أدري.
قالَ : لكِنّي اُخبِرُكَ ، مَن أطاعَ اللّهَ عز وجل فيما أمَرَهُ ثُمَّ دَعاهُ مِن جِهَةِ الدُّعاءِ أجابَهُ. قُلتُ : وما جِهَةُ الدُّعاءِ؟
قالَ : تَبدَأُ فَتَحمَدُ اللّهَ ، وتَذكُرُ نِعَمَهُ عِندَكَ ، ثُمَّ تَشكُرُهُ ، ثُمَّ تُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ تَذكُرُ ذُنوبَكَ فَتُقِرُّ بِها ، ثُمَّ تَستَعيذُ مِنها ، فَهذا جِهَةُ الدُّعاءِ. ١
١٧٦. فلاح السائل عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابنا عن الامام الصادق قُلتُ لَهُ : آيَتانِ في كِتابِ اللّهِ لا أدري ما تَأويلُهُما.
فَقالَ : وما هُما؟
قالَ : قُلتُ : قَولُهُ تَعالى : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ثُمَّ أدعو فَلا أرَى الإِجابَةَ!
قالَ : فَقالَ لي : أفَتَرَى اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أخلَفَ وَعدَهُ؟ قالَ : قُلتُ : لا.
فَقالَ : الآيَةُ الاُخرى؟
قالَ : قَولُهُ تَعالى : (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَىْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّ زِقِينَ) فَاُنفِقُ فَلا أرى خَلَفا!
قالَ : أفَتَرَى اللّهَ أخلَفَ وَعدَهُ؟ قالَ : قُلتُ : لا. قالَ : فَمَه؟ قُلتُ : لا أدري.
قالَ : لكِنّي اُخبِرُكَ إن شاءَ اللّهٌ تَعالى ، أما إنَّكُم لَو أطَعتُموهُ فيما أمَرَكُم بِهِ ثُمَّ دَعَوتُموهُ لأَجابَكُم ، ولكِن تُخالِفونَهُ وتَعصونَهُ فَلا يُجيبُكُم.
وأمّا قَولُكَ : تُنفِقونَ فَلا تَرَونَ خَلَفا ، أما إنَّكُم لَو كَسَبتُمُ المالَ مِن حِلِّهِ ثُمَّ أنفَقتُموهُ في حَقِّهِ لَم يُنفِق رَجُلٌ دِرهَما إلاّ أخلَفَهُ اللّهٌ عَلَيهِ ، ولَو دَعَوتُموهُ مِن جِهَةِ الدُّعاءِ لأَجابَكُم وإن كُنتُم عاصينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٦ ح ٨ ، عدّة الداعي : ص ١٦ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٢١ ح ٢٠٥٣ وزاد فيه «وتمجّده» بعد «فتحمد اللّه» ، إرشاد القلوب : ص ١٥٢ وفيهما «ثمّ تستغفر منها» بدل «تستعيذ منها» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٧ ح ٢١.