أسهل ، وأقرب مما ذكر ... (٢٥٣) فكتبت السورة كلها في إناء ، لم يدخلها طعام. ومحوت الحروف بماء نقي ، وأعطيت الماء للمبروصة ، وشربته. ولكن أخذت من الماء شيئا ، ونشرت أوضعت منه على مواضع البرص ، ومن ذلك اليوم بدأت كل لمعة تصغر على قدرها. وبعد ستة أشهر أو أكثر صارت مواضع البرص حمراء بعد أن كانت بيضاء. ثم اسودت مثل سائر الجسد. وشفاها الله ، وبعد عامين أو أكثر خرج فيها البرص مرة ثانية حتى أن بعض اللمع كانت قدر الدينار ، فكتبت له مرة ثانية السورة المباركة ، وشربت ماءها ، وبدأها الشفاء من ذلك إلى ثمانية أشهر. ولم يعد إليها إلى أن جازت نحو العشر سنين وماتت. وهذا من العجب ، إذ ليس في هذا العلاج شيء من العقاقير ، ولا من الأدوية التي تعالم بها الأمراض ، إنما ذلك شيء زعفران محلولا في قليل من ماء ورد ، لتظهر الحروف فقط.
وقد جاءني ببلاد الأندلس رجل مريض بالاستسقا ، وهو منفوخ متروك من الأطباء. وكتبت له نشرة بآيات القرآن ، ومحوتها وأعطيته الماء ، وشربه ، في نحو السبعة أيام ، وبرأ. وجاءني وقال : ما كنت نظن أنني نبرأ مما أصابني ، والآن شفاني الله تعالى بالماء الذي أعطيتني ، وليس لي بما نكفيك إلا أن تحب أن أخدمك ، فأكون كأني مملوك لك ، ونحب منك أن تخبرني بما داويتني؟ قلت : لا أطلب منك شيئا ، ولا أقول لك بما دويتك. وذهب سالما فارحا.
وجاءني رجل ، واشتكى أنه مهما يمد يده للوضوء وابتدأ به تبطل يده اليمنى. وكنت في موضع ما أمكنني أن أكتب له شيئا. وقبضت يده من مرفقه ، وقرأت ما شاء الله من آيات القرآن العزيز ، وبدأ يبرأ من حينه إلى يوم آخر قرأت أيضا ولا كان يحتاج ذلك ، وشفاه الله.
ومما اتفق لي ببلاد الفرنج بعد أن جازت علينا السنين ، ونحن فيها ، أني كنت أسمع حسا في البيت الذي أكون فيه وحدي في اليقظة ، يضرب في الحائط شيئا أو قريبا مني في لوح أو غير ذلك ، وبين الضربة والأخرى قدر ما يعد الإنسان ثلاثة من
__________________
(٢٥٣) بياض بالأصل.