غير لائق أن يأمرني بإسقاطه ونصحني ، ونفعني بعمله ، ونيته الصالحة ، ودعا لي بالخير ـ جزاه الله خيرا كثيرا ، وكمل عليه بالسعادة في الدارين ، آمين ـ.
وقد زدت في هذا الكتاب بتونس ما ظهر لي أن فيه نفعا ، وكان الفراغ (٢٦٥) من هذا التأليف لإحدى وعشرين يوما من شهر ربيع الثاني من عام سبعة وأربعين وألف ، وذلك يوم الجمعة. ولما كتبت آخر حرف منه سمعت المؤذن يقول : الله أكبر للأذان الأول لصلاة الجمعة ، فاستبشرت بخير وبقبول (٢٦٦) الكتاب. وقد ذكر الفقيه الجليل أحمد بن أحمد باب السوداني (٢٦٧) في كتاب عمله (٢٦٨) ببلاد درعة وهو ماشي إلى بلاده ، وهي بتنبقت (٢٦٩) ببلاد السودان ، من مراكش وكنت ممن خرج معه منها ، وودعناه وهو رحمهالله ـ الذي عمل شرحا على مختصر خليل (٢٧٠). وسمعت في مصر (٢٧١) من ذكره واستحسنه ، وكذلك بتونس ، سمعت من بعض الفقهاء من شكره كثيرا.
وبعد أن مشى إلى بلاده كتبت له وأعلمته أني مشيت إلى بلاد الفرنج وفلنضس لأغراض قضيتها وتعطلت بتلك البلاد. وكتب لي ـ رحمهالله وجزاه عني خيرا ـ ودعا لي ولأولادي ، وقال لي : قصرت حين ما كتبت كل ما رأيت. وأما الكتاب الذي عمل في بلاد درعة كان أجويبة على ما سأل محمد بن عبد الله
__________________
(٢٦٥) «ب» : وكان الفراغ منه أولا في مصر لإحدى وعشرين ...
(٢٦٦) «ب» : وقبوله.
(٢٦٧) انظر ترجمته عند م. حجي ، الحركة ، ٢ : ٣٨٣ والمصادر بالهامش ٢٣ من المصدر نفسه والصفحة.
(٢٦٨) «ب» : كتاب اللمغة.
(٢٦٩) «ب» : تنبكت.
(٢٧٠) يسمى هذا الشرح : منن الرب الجليل ببيان مبهمات خليل في جزأين ، مخطوطات خ. القرويين ، رقم ٤٢٨ ؛ وخ. ع بالرباط ٤٢٠ د ؛ وخ. ع بمراكش ، رقم ٨٠ ، ٤٧٣ ؛ وخ. ح بالرباط رقم ٤٤٦٨ و ٤٨٧٥.
(٢٧١) «ب» : بمصر.