ضربك إياها أكثر من خوفها من عذاب الله. ورجعت نضرب نفسي بعد سجدتي السهو على رجلي اليسرى بالقضيب ، لأن النفس والشيطان من أهل الشمال. والقضيب إلى الآن عندي ، فإذا نظرت إليه يجتمع فكري في الصلاة بعض المرات. وانتفعت به نفعا جيدا. وحصلت لي فائدة بالبرهان والعيان. إن الله يريد من الإنسان قولا باللسان ، وإخلاصا بالقلب ، وعملا بالجوارح. وفهمت من الآية المتقدم (٢٥٩) ذكرها : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ) ، إنه الأمر بالضرب بالقضيب بعد ترقيع الصلاة على وجه التداوي لنفسي على وجه الاختصاص (٢٦٠). ونعود بالله من كل بدعة غير مستحسنة.
نسأل الله سبحانه ، الرحمان الرحيم ، أن يعفو عني فيما خصني (٢٦١) من الإخلاص فيما مضى ، ويوفقني فيما بقي ، وأن يستر عيوبنا ، ويغفر ذنوبنا ، ويختم علينا بخواتم السعادة ، ولقارئ هذا الكتاب ، ولكاتبه ، ومستمعه (٢٦٢) ، ولمن رأى فيه عيبا حقيقة وأصلحه ، والمغفرة للوالدين ، ولكافة أييمتنا ، وللمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، بفضل سيدنا محمد ، سيد الأولين والآخرين ، وخاتم النبيين ، وإمام المرسلين ، وحبيب رب العالمين ، ـ صلىاللهعليهوسلم ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ـ.
وقد قرأت هذا الكتاب بمصر المحروسة بالله على العلامة الشيخ علي الأجهوري (٢٦٣) ، فقيه شهير في المذهب المالكي ، يثنى عليه في مصر وغيرها في كثير من البلدان والأقطار ، المرة الأولى في الرحلة المذكورة في أول الكتاب ، ثم مرة ثانية (٢٦٤) حين استخرجت هذا منها على أمره. وطلبت منه أن كل ما يظهر له أنه
__________________
(٢٥٩) «ب» : المتقدمة.
(٢٦٠) «ب» : الاختصاص فيما مضى وفيما بقي وأن يستر عيوبنا وأن يغفر ذنوبنا.
(٢٦١) «ب» : كتب الحجري فوقها : «فاتني».
(٢٦٢) «ب» : ولمستعمله.
(٢٦٣) «ب» : رحمهالله تعالى ورضي عنه.
(٢٦٤) «ب» : ثانية حين استخرجت.