تابع هامش (٢٨٦)
__________________
فمشينا معه إلى باب دار السلطان ونزل الحطب ودخلها الخديم وبقي الرجل ينتظر الدراهم ولما تعطل عليه غوبس وعيّط وأراد الدخول إلى دار السلطان قبضه البواب وضربه فأخذ الرجل حماره وحباله ومشا إلى دكان فيه الزيت فمد له الوعاء وقال لصاحب الدكان عمر هذا بالزيت فصنع ذلك ، وقال له اعطني كذا من دراهم حق الزيت فطلع إلى الدكان وقبض الزيات وضربه ضربا شديدا في جسده فقام الزيات بالعياط واجتمع الناس وفبضوا الحطاب ومشوا به لمن يحكم فيه وهو يقول بالعياك أنا بالله وبالسلطان فوصل الخبر للملك وأمر بإحضاره والناس معه للشهادة عليه والزيات يشتكي وشهدوا بما رأوا من الضرب قال له السلطان : تجوز ولا يقدر أحد أن يردها قال أنا يا مولاي جبت حمل حطب واشتراه مني خديمكم وبعد أن دخل الحطب إلى الدار طلبت الدراهم وضربوني في جسدي وقلت هذا صرف السلطان وسكته به إن شاء الله نشري الزيت ، ولما أعطاه لي طلب الاخلاص فخلصته بسكّة السلطان التي قبضت في الحطب فضحك السلطان وقال له ما اسمك قال اسمي اسقوا قال له أين ساكن قال في البلد الفلاني قال له ارحل بأولادك تسكن في مدينتي وتلزم هذه الدار من جملة خدامنا فامتثل الأمر وكان يشرح السلطان ويطول الكلام فيما حكى عنه بعد ذلك.
ولما فرغت مما ذكر فرح الكاتب وقال ابرت بكلام الفرنج أنه استحسن ما سمع وبعد ذلك بأيام جاء عنده رجل من أصحابه ، وقال لي الكاتب احك لنا الحكاية التي ذكرت لأن صاحبنا هذا يعرف كلام بلدكم العجمي واشرح هو وصاحبه حيث ذكرت الحكاية ؛ انتهى.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين والحمد لله رب العالمين اللهم اغفر لكاتبه ولمن كتبه إليه ولوالدين ولجميع المسلمين ولا تحاسبنا يا مولانا بما فعلنا وما أسررنا وما أعلنا وأنت أعلم به منا يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
ملاحظة : وردت بعد هذا بخط مغاير ودقيق كتابة لا علاقة لها بموضوع الكتاب ، وقد آثرنا حدفها.