ثوابهم الموصوفين في وصفك بالتوريخ للعباد في آخر الزمن ، وما يبتغي بالعكس للمعاكسين إليها من اللعنة والعقاب ، ليكتب جمهورنا والعباد من بعدنا في آخر الزمن ، فقالت : يا يدره ، صف أولا منهن؟ قال : أخبرنا عن حقيقة الإنجيل ، وعن ثوابه يا مولاتنا. فقالت : حقيقة الإنجيل هي روح الإنجيل ، هي كنز من كنوز العرش ، فلاح للمؤمنين ، آمين. عبد يؤمن حق الإيمان بإخلاص ونية لم يخالطهما شيء من الشك ، ومات على ذلك ألا يكتب الله له براءة من النار ، ويغفر له جميع ذنوبه ، ولو كانت لم تحص في العدد. وما من عبد مؤمن يأتي لها على علم بعد شرحها للعباد يرجعه الله في الجنة درجة عالية. والعامل بالعكس لا شفاعة فيه ، يلعنه الله وملائكته ألف مرة في كل يوم ، وهو تحت سخط الله ، ويخلده في نار جهنم إلا أن يرجع من ذلك كله حق الرجوع لله.
ثم قالت : يا يدره ، صف لي الثانية؟ قال أخبرنا عن فضل العرب أنصار الدين في آخر الزمن ، وعن ثوابهم ، وعن فضل لسانهم على الألسن ، يا مولاتنا ، فقالت : العرب أنصار الدين في آخر الزمن ، وفضل لسانهم على الألسن مثل فضل الشمس على دراري السماء ، اختارهم الله لذلك الأمر ، وأيدهم بنصره (٢٨٨) وفضل المؤمنين عند الله كبير ، وثوابهم جسيم. فما من عبد مومن يدعو لهم بالنصر والتأييد ، بعد أن شهر الله حقيقة الإنجيل في الموضوع المقدس الذي يرى فيه ، إلا وينصره الله النصر المبين ، ويكتبه الله حقا عبده تابعا لمرضيته ، ومنيبا لنصر دينه الرشيد ، ومن يردهم لسوء يلعنه الله وملائكته ألف مرة في كل يوم وهو تحت سخطه إلا أن يرجع عن ذلك كله حق الرجوع لله. ثم قالت : صف الثالثة يا يدره ، قال أخبر عن صالح الفقه الذي يشهر الله الحقيقة على يديه ، وعن ثوابه ، يا مولاتنا ، فقالت : إنما صالح الفقه حقا المؤمنون بما وضع الله في الوجود من كلماته التامة بالإنجيل العزيز على فيه روح يصوع بالحقيقة روحه من بعده ما دون الشكوك ، والظن وذلك جمهور المسجد المؤمن الصالح العالم المنور بنور الإيمان والرحمة والخليفة اليصعية الموكلة عليه بقدرة النهاية ، والأمر
__________________
(٢٨٨) كتب في الطرة : انظر هذا الفضل الذي ذكر للعرب ، إنهم أنصار دين الله وفضل لسانهم على سائر الألسن ، وإن الله فضلهم واختارهم.