من شاء ، حاش أن يكون في ملكه ما لا يريد إلا مسترضى لأمره له عند الله ثواب كبير ودرجة عالية ، فما من عبد مؤمن بالله بالنصر والتأييد ويعينه بنفسه أو ماله لذلك الأمر ومات على ذلك ألا يغفر الله له جميع ذنوبه ويعطيه في أجر الشهداء الذين سيتشهدون على الدين. ومن يأته بالعكس يلعنه الله وملائكته ألف مرة في كل يوم ، ويرفضه من رحمته ، إلا أن يرجع عن ذلك كله. ثم قالت صف لي الخامسة ، يدره ، قال : أخبرني عن المتألفين قلوبهم للمجتمع الأكبر ، وعن ثوابهم يا مولاتنا ، فقالت إنما المتألفين قلوبهم المجتمع الأكبر الذين تميل وتخشع قلوبهم لله واستيذانهم إلى الإنجيل العزيز ، ولحقيقته وللمؤمنين بما تجمع إليه الحقيقة كانوا من جميع الأجناس ، وأيضا الذين يهبون الصدقة ، ويحثون نفوسهم والعباد إلى الحضور فيه بقدر الاستطاع عليه وبالنية. فما من عبد من عباد الله يفعل به ، ويهب نيته وصدقته الطيبة إليها بنية وإخلاص في سبيل الله لذلك الأمر ومات على الإيمان إلا ويغفر الله له جميع ذنوبه ، ولو كانت لم تحص في العدد ، ويكتبه من المتألفين قلوبهم إليه ، وإن حضر فيه ويومن بالمجموع عليه إلا ويكتب الله له براءة من النار ، ويعطيه أجر الشهداء المستشهدين على الدين. والمعاكس لذلك والمانع للعباد من الحضور فيه لا شك في خلوده في نار جهنم وعذابه الأكبر ، إلا أن يرجع من ذلك كله حق الرجوع لله ثم قالت : صف لي السادسة : يدره ، قال : أخبرنا عن المترجمين المفسرين وعلى ثوابهم ، ومولاتنا ، فقالت : المترجمون حقا مترجمون الكتب الذي بحقيقة الإنجيل بعد شرحها للعباد في المجتمع الأكبر. يبعثهم في ذلك الزمن مصابيح أجناس الوجود ، يتلألؤون نورا العلم والفقه الموهوب ، ويدخلون في أرض السبر ، يزيدهم قوة من فضله في العلم. ولغة الألسن للترجمة المذكورة ، والتفسير ، ليستفهموا بعض من بعض ، وقولهم في القوام لشرح دينه الرشيد ، والاستفهام فيه لسعته. ولكن يكون عندهم قليل ثم قليل بين الأجناس لبرهان معجزة الله في العالمين ، وراسهم أضعف خلقه شارح الحقيقة طايعا لله ولخليفته المسجد المؤمن بالله واليوم الآخر ومؤمنا بذلك الإيمان وعصابة متصلة من جمهوره يبعثه الله في ذلك الزمن بنور العلم والفقه والرحمة لذلك الأمر كما وصفت لكم ، وكلهم ألقاهم الله في كفالة الملوك والمتربين ، والله يحب أهل العلم الصالحين ، ويكره أهل الفسق الجاهلين.