الناس ليروا أعمالكم الصالحة ، ويمجدوا آباءكم الذي في السموات. وقال في الفصل التاسع : أحسنوا إلى من أبغضكم وصلوا من يطردكم ويغتصبكم ، لكيما تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماء فهو كامل. وقال في دعاء عندهم ـ كالفاتحة عندنا ـ ، وهو في الإنجيل أن يقولوا : أبونا الذي في السماء ، فهذا ظاهر أنه سمى الصلحاء ، بل جميع الناس أبناء الله تعالى الذين يدعون بالدعاء الذي قال لهم أن يدعوا به وهو : أبونا الذي في السماء. وبأن من هذا أن سيدنا عيسى عليهالسلام كان هو ومن معه يعتقدون أنه مخلوق ، نبي ، وهو بنفسه يعتقد أن من كان صالحا كان ابن الله. وهذا البّابّ الملعون الذي أمر أن الصالحة مريم لا يكون اسمها عند النصارى إلا أم كذا ، فهو بخلاف ما في الإنجيل ، ولم يتجاسر أحد قبله أن يقول مثل ما قال هو ، وبهذا يثبت ما قلته للقاضي على الزيادة والنقصان الذي في دين النصارى حين دعاني لدينه مما زاد البّابّ ونقص. والباب مفتوح الآن لذلك.
وقال متى في الإنجيل : قال عيسى انظروا لا يضلكم أحد ، لأن كثيرين يأتون باسمي يقولون : أنا هو عيسى ويصلون ويخدعون كثيرا ، وهذا القول في الفصل الرابع والعشرين ، وقد طالعت ببلاد الفلمنك (٨٠) وغيرها كتابا بالنصوص من التوراية والكتب القديمة ، ودلت على أن البابا هو الدجال المذكور أنه يأتي في الدنيا وهذا لما رأوا من قبيح فعله ، وأما الدجال ما زال ما ظهر ، وكنت أسمع أن واحدا من الباب كان امرأة زانية وحملت وفضحها الله ، ولم نتحقق ذلك إلى أن طالعت كتابا قديما مكتوبا بالقالب وصحح ذلك ، ثم كتابا آخر وذكر مؤلفه أنه طالع اثنا عشر كتابا من كتبهم ، وذكر كل كتاب باسم مؤلفه ، والحكاية في كل واحدة واحدة ، وتركت أسماء الكتب للاختصار. والذي ذكروا فيما قرأت أن ببلاد الإنجليز كانت بنت نصرانية اسمها جلبرت (٨١) ، وزنى بها رجل من أكابرهم في العلم ومشى بها إلى مدينة أطناش ببلاد اليونان ، وأخفت نفسها بلباس الرجال وسميت بجوان (٨٢) ،
__________________
(٨٠) Flandres (هولندا).
(٨١) يقصدAlias Jilberta.
(٨٢) Juan.