ينكحهن؟ قلت لها : لن يراها أحد ممن يخطبها حتى تكون له زوجة. ومعنى قولها وسؤالها عن العشق : قد تقررت العادة ببلاد الفرنج والفلمنك أن كل من يريد أن يتزوج بنتا فهو له مباح من قرابتها أن يزورها وينفرد بها للكلام لتحصل المحبة بينهما ، فإذا ظهر له أن يخطبها ، وللبنت أيضا ، حينئذ يقع الكلام على النكاح. وإذا ظهر له غير ذلك فلا يلزمه شيء فيما فات من مخالطتها. وقد يكون للبنت غير واحد من يزورها على الوجه المذكور. ووجب للمسلم أن يشكر الله على دين الإسلام ونعمته وصفائه. وأما ما ذكرنا للبنت في شأن الأصنام ، فقد قال في التّوراية التي بأيديهم الآن ، أعني بأيدي اليهود والنصارى ، قال في الكتاب الثاني المسمى بالأشظ في الباب العشرين منه : قال سيدنا موسى عليهالسلام إن الله تعالى أمره أن ينزل من جبل الطور ، وأن يقول عن الله تعالى لبني إسرائيل : أنا إلهكم أخرجتكم مصر من ديار لأسر ، لا تتخذوا آلهة غيري ، ولا تعملوا صورا من صور السماء العلية ولا من صور الأرض ولا من تحت الأرض ، لا تسجدوا لها ، ولا تعبدوها لأني إلهكم ، غيور ، ولا تحلف حانثا.
الثالث : قال : وعظموا المواسم.
والرابع : وأطع والديك ، ليطول عمرك.
الخامس : لا تقتل.
السادس : لا تزني.
السابع : لا تسرق.
الثامن : لا تكذب ، ولا تشهد بالزور ، ولا تفتري.
التاسع : لا تتمنى دار صاحبك ، ولا زوجته ، ولا ماله.
وهذه الأوامر أخذها النصارى من التوراية ، وزادوا العاشر ، وقالوا :
العاشر : أن تحب الله فوق كل شيء ، وتحب لغيرك ما تحب لنفسك.
فهذه العشرة أوامر الربانية ، فالمملل الثلاثة متفقون عليها وهي عندنا في القرآن العزيز متفرقة. والنصارى دمرهم الله ـ لم يعلموا بالأمر الأول وهو الأصل. وقد نهى النبي صلىاللهعليهوسلم عن الصور ، وقال : المصورون في النار. وقال : إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صور. والحمد لله الذي جعل الملة المحمدية نقية سالمة من هذا الذنب العظيم.