مصروف إلى الله سبحانه ، قال : إنه اسم الله على هذا التقدير ، ولم يرد أن الكلمة اسم من أسماء الله دون الضمير ، كعالم ، ورازق.
فإذا احتمل هذا الذي وصفت لم يكن فيما روى عنه حجة لمن قال : إن جملة الكلمة اسم.
ومما يدل على أنه ليس باسم من أسماء الله تعالى ، وأنه من أسماء الأفعال على ما ذكرت ، أنه مبنى ، كما أن هذه الأسماء الموضوعة للأمر مبنية. وليس فى أسماء الله تعالى اسم مبنى. على هذا الحد. فلما كان هذا الاسم مبنيّا كصه ، وإيه ، ونحوهما. دلّ ذلك على أنه بمنزلتهما ، وليس من أسماء القديم سبحانه ، إذ ليس فى أسمائه اسم مبنى على هذا الحد.
فإن قال قائل : فقد حكى سيبويه وعامة البصريين فى : لاه أبوك. أنهم يريدون لله أبوك. وهذا الاسم مبنى. لأنه لا يخلو من أن يكون على قول من قال : [لاه] لأفعلن. فأضمر حرف الجر واختص به.
أو على قول من قال :
ألا ربّ من قلبى ـ له الله ـ ناصح
لأنه ليس بمنون ، فأوصل الفعل لما حذف الجار ، وأعمله ، فبين أنه ليس على إضمار حرف الجر ، إذ هو مفتوح فى اللفظ (١).
__________________
(١) تكررت هذه العبارة في الأصل مرة أخرى بهذا النص : «وليس أيضا على قول من قال : ألا رب من قلبي له الله ناصح ، لأنه ليس بمنون» وهي كما ترى زيادة من الناسخ.