ويجوز أن يكون مبتدأ ، و «وعدها الله» خبره.
ومن ذلك قوله تعالى : (لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ) (١) أي : ذلك بلاغ ، فحذف المبتدأ وأبقى الخبر. وقال : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها) (٢) أي : هذه سورة أنزلناها. وقال : (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) (٣) أي : هذا كتاب أنزل إليك.
وقال الفراء : تقديره : (المص كِتابٌ) ، أي : بعض حروف كتاب أنزل إليك ، فحذف الاسمين المضاف أحدهما إلى صاحبه.
وأنكره الزّجاج وقال : حذف المبتدأ أحسن. وقال : (الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ) (٤) أي : هذا كتاب أنزلناه. وقال (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (٥) أي : هذا تنزيل الكتاب ، والجار خبر بعد خبر. ويجوز أن يكون : هو من الله.
وعلى هذا (حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ) (٦) و (حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (٧) و (الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ) (٨) أي : هذا تنزيل الكتاب ، ومثله : (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) (٩) أي : هذا تنزيل العزيز.
ومثله : (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٠).
__________________
(١) الأحقاف : ٣٥.
(٢) النور : ١.
(٣) الأعراف : ٢.
(٤) إبراهيم : ١.
(٥) الزمر : ١.
(٦) الجاثية : ١ ، ٢ وغافر : ١ ، ٢.
(٧) فصلت : ١ ، ٢.
(٨) السجدة : ١ ، ٢.
(٩) يس : ٥.
(١٠) الواقعة : ٨٠.