وقيل فى قوله تعالى : (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) (٨) إن التقدير : وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون أو يؤمنون ، فحذف ؛ كقوله تعالى : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ) (١). والتقدير : إن أردن أو لم يردن.
ومنه قوله تعالى : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) (٢) أي : ويغشى النهار الليل ، فحذف.
ومنه قوله تعالى : (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) (٣) أي : وسرابيل تقيكم البرد ، فحذف.
وقال تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا) (٤) أي : يقولون : ربنا.
وقال [تعالى] : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) (٥) أي : بعثناهم (٦) ليسوءوا.
وقال [تعالى] : (فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ) (٧) أي : فآمنوا وأتوا خيرا لكم (٨).
وقال الكسائي (٩) : يكن الإيمان خيرا لكم (١٠).
__________________
(١) النور : ٣٣.
(٢) الأعراف : ٥٣ ـ الرعد : ٣.
(٣) النحل : ٨١.
(٤) السجدة : ١٢.
(٥) الإسراء : ٧.
(٦) وهو جواب «إذا» يدل عليه جواب «إذا» الأولى في قوله تعالى قبل : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ). (البحر ٦ : ١٠).
(٧) النساء : ١٧٠.
(٨) هذا مذهب الخليل وسيبويه. (البحر ٣ : ٤٠٠).
(٩) وهو قول أبي عبيدة أيضا. (البحر ٣ : ٤٠٠).
(١٠) وثم مذهب ثالث للفراء ، والتقدير : إيمانا خيرا لكم. يجعل «خيرا» نعتا لمصدر محذوف يدل عليه الفعل الذي قبله. (البحر ٣ : ٤٠٠).