وقال تعالى : (وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) (١) أي : وأتوا خيرا لأنفسكم (٢). وأنشدوا :
فواعديه سرحتى مالك |
|
أو الرّبا بينهما أسهلا (٣) |
أي : ائتى مكانا أسهل.
ومن إضمار الجملة قوله تعالى : (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى) (٤) أي : فضربوه ببعضها فحيى ، وأخبر بقاتليه (٥) ثمّ خرّ ميتا.
يدل على صحة الإضمار قوله : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ) (٦) ، ف «قست» : معطوف على «خرّ» (٧).
ومن إضمار الجملة قوله تعالى : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) (٨).
أي : فأكل غير باغ فلا إثم عليه.
ونظيره فى المائدة : (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٩). أي : فأكل غير متجانف.
__________________
(١) التغابن : ١٦.
(٢) وزادوا مذهبين ، الرابع : إن «خيرا» حال. والخامس : على أنها مفعول «وأنفقوا». (البحر ٨ : ٢٨٠).
(٣) البيت لعمر بن أبي ربيعة. وسرحتا مالك : موضع بعينه. ويروى : «ذو النقا» مكان «أو الربا» (الكتاب لسيبويه ١ : ١٤٣ ـ والبحر ١ : ١٩٩).
(٤) البقرة : ٧٣.
(٥) الأصل : «بقاتله» ، وانظر «مفاتيح الغيب للرازي» (١ : ٣٩٥).
(٦) البقرة : ٧٤.
(٧) جمهور المفسرين على أن في الكلام حذفا ، يدل عليه ما بعده وما قبله ، والتقدير : فضربوه فحيى. دل على «ضربوه» قوله تعالى : اضربوه ببعضها. ودل على «فحيى» قوله تعالى : (كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى) ولم يقولوا إن فعل القسوة معطوف على هذا الفعل المضمر.
(٨) البقرة : ١٧٣.
(٩) المائدة : ٣.