ومن ذلك قوله تعالى : (وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ) (١). أي : فصّلناه عالمين.
وقال عزوجل : (عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ) (٢) والتقدير : علمها ثابت فى كتاب ثابت عند ربى ، ف (عِنْدَ رَبِّي) كان صفة للمجرور. فلما تقدم انتصب على الحال.
ومن ذلك قوله تعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) (٣). أي : مضطجعين ، ففى الظرف ضمير لوقوعه موقع مضطجعين وقائمين.
ومثله : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً) (٤) أي : دعانا مضطجعا.
لا بد من ذا التقدير فى الموضعين ليصح العطف عليه.
وأبو إسحاق حمل اللام وما بعده على المس دون الدعاء ، وإذا مس الإنسان مضطجعا أو قائما أو قاعدا الضّر دعانا. وحمله على الدعاء أولى من حمله على المس لكثرة الآي فى ذلك.
من قوله : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) (٥).
وقوله : (وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) (٦) وغيرهما.
__________________
(١) الأعراف : ٥٢.
(٢) آل عمران : ١٩١.
(٣) الروم : ٣٣.
(٤) يونس : ١٢.
(٥) طه : ٥٢