وهذا على قول من وقف على قوله «كلّ يوم» ، فهو منصوب ب «يسأله».
وقوله «هو فى شأن» مبتدأ وخبر. ومثل الأول ما حكاه سيبويه من قولهم : أكلّ يوم لك ثوب.
وأمّا جعل «أن» بصلته اسم «كان» ، وليس فى الآي التي تلوناها ، فإنما كان لأن «أن» وصلتها أولى وأحسن لشبهها بالمضمر فى أنها لا يوصف [بها] (١) المضمر ، وكأنه اجتمع مضمر ومظهر.
والأولى إذا اجتمع مضمر ومظهر أن يكون المضمر الاسم من حيث كان أذهب فى / الاختصاص من المظهر ، فكذلك إذا اجتمع مع مظهر غيره كان أن يكون اسم كان المضمر والمظهر الخبر أولى.
فلهذا المعنى قال قوم : إذا قلت : فى الدار إنك قائم ، ونحو قوله : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) (٢) (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) (٣) (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) (٤). إنما رفع بالظرف لأنه يشبه المضمر. و «غدا الرحيل» ، هو «أن» مع الفعل ، فيشبه المضمر.
ويلزم على تشبيه «أن» بالمضمر أن تكون «أن» الناصبة للفعل مرتفعة فى قوله بالظرف لاجتماعها مع «أن» فيما ذكرنا.
__________________
(١) تكملة يقتضيها السياق.
(٢) فصلت : ٣٩.
(٣) الروم : ٢٥.
(٤) الروم : ٢٠.