فأما احتماله الضمير مما جرى ، فوجهه : أنه لما تقدم قوله : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ) (١). وكانوا قبيلا ، ومن عاندهم من الكفار والمنافقين قبيلا ، أضمر فى كاد ، قبيلا.
فأما كون «يزيغ» حالا فيدل على صحته قول العجّاج :
إذا سمعت صوتها الخرّارا |
|
أصمّ يهوى وقعها الصّوارا |
ألا ترى أنه قد تقدم «يهوى» على «وقعها» فى موضع هاويا ، وهذا يدل على جواز تقديم الحال من المضمر.
ومن تقديم خبر «كان» قوله : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٢) فالظرف حشو و «أحد» اسم «كان» ، و «كفوا» خبره ، وأجاز أن يكون «له» وصفا للنكرة ، فلما تقدم انتصب على الحال.
وحمله الكوفي على إضمار المجهول فى «يكن» ، وفى «يكن» ضمير القصة ، و «كفوا» حال.
وهذا إنما جاز عندهم للحاق النفي الكلام ، وإلا كان كفرا ، لأنك إذا قلت : لم يكن الأمر له كفوا أحد ، كان إيجابا ، تعالى الله عن ذلك وتقدّس.
__________________
(١) التوبة : ١١٧.
(٢) الإخلاص : ٤.