وقيل : الواو فى قوله «وصدها» واو الحال ، والتقدير : تهتدى أم تكون على ضلالتها ، وقد صدها ما كانت تعبد من دون الله.
ومثله قوله : (فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً) (١) أي : للأوابين منكم.
وقيل : بل الأوابون هم الصالحون ، فوضع الظاهر موضع المضمر ، كقوله : (ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ) (٢). على قول الأخفش ، أي : مصدق له / فوضع الظاهر موضع المضمر ، كقوله : (مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ) فحذف الجار والمجرور. كقوله : (نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ) (٣) أي : نسارع لهم به.
ومن ذلك قوله : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً) (٤) عن الأمة (فَآوى) أي : فآواك إلى أبى بكر. وقيل : إلى خديجة. وقيل : إلى أبى طالب. وقيل : بل آواه إلى كنف ظله ، وربّاه بلطف رعايته. ويقال : فآواك إلى بساط القربة ، بحيث انفردت بمقامك فلم يشاركك فيه أحد.
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا) عن الاستثناء حين سئلت ، فلم تقل إن شاء الله [فهدى) أي] (٥) : فهداك لذلك ، ويقال : فى محبتنا ، فهديناك بنور القربة إلينا. ويقال : ضالا عن محبتى فعرّفتك أنى أحبك. ويقال : جاهلا بمحلّ شرفك ، فعرّفتك قدرك. ويقال : مستترا فى أهل مكة لم يعرفك أحد ، فهداهم إليك ، حتى عرفوك.
__________________
(١) الإسراء : ٢٥.
(٢) آل عمران : ٨١.
(٣) المؤمنون : ٥٦.
(٤) الضحى : ٦.
(٥) تكملة يقتضيها السياق.