وإن جعلتها موصولة ، كان التقدير : بإشراككم إياى فيه ، فحذف «فيه». على قياس ما قاله فى قوله : (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) (١) وأوصل ٧ ليه الفعل / ثم حذف الضمير.
والمعنى ، إنى كفرت من قبل بما أشركتمونى فيه من بعد ، ويقدر «أشركتمون» جعلتمونى شريكا فى كفركم.
ومما حذف منه الجار والمجرور : قول العرب «الحملان حمل ودرهم».
فالحملان يرفع بالابتداء. و «حمل» ابتداء ثان. و «درهم» فى موضع الجر. والمعنى الحملان حمل منهما بدرهم. فقولك «منهما» مقدر فى الكلام ، وبتقديره يستقيم ، ولو قلت : حمل ودرهم رخيص. ويكون ب «درهم» يتعلق ب «رخيص» ـ جاز.
ومما حذف منه الجار والمجرور قوله : (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) (٢). أي : على إيمانهم أجرا ، أي : ما دعوا إليه من الإيمان.
والإيمان المقدر المحذوف على ضربين :
أحدهما أن يكون إيمان من آمن ، ويجوز أن يكون إيمانا نسب إلى من يؤمن.
وجاز ذلك فيه للالتباس الذي لهم به فى دعائهم إليه ، كما قال : (وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ) (٣). والتقدير : الذي شرع لهم ودعوا إليه.
__________________
(١) البقرة : ٤٨.
(٢) الشعراء : ١٠٩.
(٣) الأنعام : ١٣٧.