٤. روى الإمام الصادق عليهالسلام عن جده أمير المؤمنين علي عليهالسلام أنّه قال لقاض : «هل تعرف الناسخ من المنسوخ؟» ، قال : لا ، قال : «فهل أشرفت على مراد الله عزوجل في أمثال القرآن؟» ، قال : لا ، قال : «إذاً هلكت وأهلكت». والمفتي يحتاج إلى معرفةمعاني القرآن وحقائق السنن وبواطن الإشارات والآداب والإجماع والاختلاف والاطّلاع على أُصول ما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه ، ثم حسن الاختيار ثم العمل الصالح ثم الحكمة ثم التقوى ثم حينئذٍ إن قدر. (١)
٥. قال أمير المؤمنين علي عليهالسلام : «سمّوهم بأحسن أمثال القرآن ، يعني : عترة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هذا عذب فرات فاشربوا ، وهذا ملح أُجاج فاجتنبوا». (٢)
٦. وقال علي بن الحسين عليهماالسلام في دعائه عند ختم القرآن :
«اللهمّ انّك أعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نوراً وجعلته مهيمناً على كل كتاب أنزلته ـ إلى أن قال : ـ اللهم اجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مؤنساً ، ومن نزعات الشيطان وخطرات الوساوس حارساً ، ولأقْدامِنا عن نقلها إلى المعاصي حابساً ، ولألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفة مخرساً ، ولجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجراً ، ولما طوت الغفلة عنّا من تصفح الاعتبار ناشراً ، حتى توصل إلى قلوبنا فهم عجائبه وزواجر أمثاله التي ضعفت الجبال الرواسي على صلابتها عن احتماله». (٣)
٧. وقال علي بن الحسين عليهماالسلام في مواعظه : «فاتّقوا الله عباد الله ، واعلموا أنّ الله عزوجل لم يحب زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه ولم يرغّبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها ، وإنّما خلق الدُّنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيّهم
__________________
(١) بحار الأنوار : ٢ / ١٢١ ح ٣٤ ، باب النهي عن القول بغير علم من كتاب العلم.
(٢) بحار الأنوار : ٩٢ / ١١٦ ، الباب ١٢ من كتاب القرآن.
(٣) الصحيفة السجادية : من دعائه عليهالسلام عند ختم القرآن.