تفسير الآيات
أمّا السماء : فكلّ شيء علاك فهو سماء ، قال الشاعر في وصف فرسه :
واحمر كالديباج أمّا سماؤه |
|
فريّاً وأمّا أرضه فمحول |
وقال بعضهم كلّ سماء بالإضافة إلى ما دونها فسماء ، وبالإضافة إلى ما فوقها فأرض وسمي المطر سماءً لخروجه منها.
وأمّا البروج واحدها برج ويطلق على الأمر الظاهر وغلب استعماله في القصر العالي لظهوره على الناظرين ، ويسمّى البناء المعمول على سور البلد للدفاع برجاً ، والمراد هنا مواضع الكواكب من السماء.
وربما يفسر بالمنازل الاثنى عشر للقمر ، لأنّ القمر يصير في كلّ برج يومين وثلث يوم ، وذلك ثمانية وعشرون يوماً ، ثمّ يستتر ليلتين ثمّ يظهر.
وربما يفسر بمنازل الشمس في الشمال والجنوب ، ولكن الأولى ما ذكرناه منازل النجوم على وجه الإطلاق.
واليوم الموعود عطف على السماء وهو يوم القيامة الذي وعد الله سبحانه أن يجمع فيه الناس ويوم الفصل والجزاء الذي وعد الله به على ألسنة رسله وفيه يتفرد ربّنا بالملك والحكم.
وقد وعد الله سبحانه به في القرآن الكريم غير مرّة وقال :
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقين). (١)
__________________
(١) يونس : ٤٨.