ودبّ ودرج من وكرها ، ورضع أفاويق درّها وورثها عن آبائه وهو أول من لقب بالصاحب من الوزراء لأنه كان يصحب أبا الفضل ابن العميد ، فقيل له : صاحب ابن العميد ، ثم اطلق عليه هذا اللقب لما تولى الوزارة ، وبقي علماً عليه.
ومن شعره في رقة الخمر :
رقّ الزجاج
وراقت الخمر |
|
فتشابها وتشاكل
الأمر |
فكأنما خمرٌ ولا
قدح |
|
وكأنما قدح ولا
خمر |
وله يرثي كثير بن أحمد الوزير ، وكنيته ابو علي :
يقولون لي أودى
كثير بن أحمد |
|
وذلك رزء في
الأنام جليل |
فقلت دعوني
والعُلا نبكه معاً |
|
فمثل كثير في
الرجال قليل |
وقوله :
وقائلة لِم عرتك
الهموم |
|
وأمرك ممتثل في
الأمم |
فقلت دعيني على
حيرتي |
|
فإن الهموم بقدر
الهمم |
والصاحب مجيد في شعره كما هو بارع في نثره ، وقلّما يكون الكاتب جيد الشعر ولكن الصاحب جمع بينهما. ومن قوله في منجم
خوّفني منجم أخو
خبل |
|
تراجع المريخ في
برج الحمل |
فقلت دعني من
أباطيل الحيل |
|
فالمشتري عندي
سواء وزحل |
ودفع عني كل
آفات الدول |
|
بخالقي ورازقي
عز وجل |
وذكر صاحب البغية أنه كان في الصغر إذا أراد المضي الى المسجد ليقرأ تعطيه والدته دينارا في كل يوم ودرهما وتقول له : تصدّق بهذا على أول فقير تلقاه ، فكان هذا دأبه في شبابه الى أن كبر وصار يقول للفرّاش كل ليلة :