(وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) (١٠٩)
____________________________________
الكفرة بعد ما بلغتهم ما أوحى إليك (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) وهو القرآن العظيم المشتمل* على محاسن الأحكام التى من جملتها ما مر آنفا من أصول الدين واطلعتم على ما فى تضاعيفه من البينات والهدى ولم يبق لكم عذر (فَمَنِ اهْتَدى) بالإيمان به والعمل بما فى مطلوبه (فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ) أى منفعة* اهتدائه لها خاصة (وَمَنْ ضَلَّ) بالكفر به والإعراض عنه (فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) أى فوبال الضلال* مقصور عليها والمراد تنزيه ساحة الرسالة عن شائبة غرض عائد إليه صلىاللهعليهوسلم من جلب نفع أو دفع ضر كما يلوح به إسناد المجىء إلى الحق من غير إشعار بكون ذلك بواسطته (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) بحفيظ موكول* إلى أمركم وإنما أنا بشير ونذير (وَاتَّبِعْ) اعتقادا وعملا وتبليغا (ما يُوحى إِلَيْكَ) على نهج التجدد والاستمرار من الحق المذكور المتأكد يوما فيوما وفى التعبير عن بلوغه إليهم بالمجىء وإليه صلىاللهعليهوسلم بالوحى تنبيه على ما بين المرتبتين من التنائى (وَاصْبِرْ) على ما يعتريك من مشاق التبليغ (حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ) بالنصرة عليهم أو* بالأمر بالقتال (وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) إذ لا يمكن الخطأ فى حكمه لا طلاعه على السرائر اطلاعه على الظواهر* عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة يونس أعطى له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بيونس وكذب به وبعدد من غرق مع فرعون والحمد لله وحده.