(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٣١) وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٢) وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (٣٣)
____________________________________
من كل بطن غلاما وتعطوه سيفا فيضربوه ضربة واحدة فيتفرق دمه فى القبائل فلا يقوى بنو هاشم على حرب قريش كلهم فإذا طلبوا العقل عقلناه فقال صدق هذا الفتى فتفرقوا على رأيه فأتى جبريل النبى عليهما الصلاة والسلام وأخبره بالخبر وأمره بالهجرة فبيت عليا رضى الله تعالى عنه على مضجعه وخرج هو مع أبى بكر رضى الله عنه إلى الغار (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ) أى يرد مكرهم عليهم أو يجازيهم عليه أو* يعاملهم معاملة الماكرين وذلك بأن أخرجهم إلى بدر وقلل المسلمين فى أعينهم حتى حملوا عليهم فلقوا منهم ما لقوا (وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) لا يعبأ بمكرهم عند مكره وإسناد أمثال هذا إليه سبحانه مما يحسن للمشاكلة* ولا مساغ له ابتداء لما فيه من إيهام ما لا يليق به سبحانه (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا) التى حقها أن يخر لها صم الجبال (قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا) قاله اللعين النضر بن الحرث وإسناده إلى الكل لما أنه كان* رئيسهم وقاضيهم الذى يقولون بقوله ويأخذون برأيه وقيل قاله الذين ائتمروا فى أمره صلىاللهعليهوسلم فى دار الندوة وهذا كما ترى غاية المكابرة ونهاية العناد كيف لا ولو استطاعوا شيئا من ذلك فما الذى كان يمنعهم من المشيئة وقد تحدوا عشر سنين وقرعوا على العجز وذاقوا من ذلك الأمرين ثم قورعوا بالسيف فلم يعارضوا بما سواه مع أنفتهم وفرط استنكافهم أن يغلبوا لا سيما فى باب البيان (إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) * أى ما يسطرونه من القصص (وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) هذا أيضا من أباطيل ذلك اللعين. روى أنه لما قال إن هذا إلا أساطير الأولين قال له النبى صلىاللهعليهوسلم ويلك إنه كلام الله تعالى فقال ذلك والمعنى إن القرآن إن كان حقا منزلا من عندك فأمطر علينا الحجارة عقوبة على إنكارنا أو ائتنا بعذاب أليم سواه والمراد منه التهكم وإظهار اليقين والجزم التام على أنه ليس كذلك وحاشاه وقرىء الحق بالرفع على أن هو مبتدأ لا فضل وفائدة التعريف فيه الدلالة على أن المعلق به كونه حقا على الوجه الذى يدعيه صلىاللهعليهوسلم وهو تنزيله لا الحق مطلقا لتجويزهم أن يكون مطابقا للواقع غير منزل كالأساطير (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) جواب لكلمتهم الشنعاء وبيان للموجب لإمهالهم والتوقف فى إجابة دعائهم واللام لتأكيد النفى والدلالة على أن تعذيبهم عذاب استئصال والنبى صلىاللهعليهوسلم بين أظهرهم خارج عن عادته تعالى غير مستقيم فى حكمه وقضائه والمراد باستغفارهم فى قوله تعالى (وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) إما استغفار من بقى منهم من المؤمنين أو قولهم اللهم*