أليس في هذا الدليل الرياضي علي أن الله الهم المسلمين وكتبة الوحي أن يكتبوا القرآن بالرسم العثماني الذي نراه اليوم.
وذلك ليدلنا علي أن القرآن قد وصلنا سالما من أي تبديل. وأنه لا يجوز تغيير رسمه لأن هذا الرسم معجز فالقرآن لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل لغته وبيانه وعلومه وعدد حروفه وكلماته وحتى أرقامه. وما النظام الرقمي الذي أدركناه في هذه الدراسة إلا جزء من أسرار المصحف الشريف.
٤ ـ كل آية معجزة فالتنوع والتعدد في بناء كل آية وتوافق الإعجاز البياني مع الإعجاز الرقمي يزيد المعجزة بهاء وعظمة إبهارا فالآية التي تتحدث عن الله تجد فيها نظاما مذهلا لحروف اسم الله.
وعندما نتأمل آية تتحدث عن أسماء الله نجد في تكرار كلماتها حضورا لعدد أسماء الله الحسني ونجد في ترتيب حروفها بناء محكما لحروف أسماء الله.
والآية التي تتحدث عن القرآن تري فيها تناسقا عجيبا للحروف المميزة في القرآن وتناسبا مع عدد سنوات نزول القرآن.
وهذا يؤكد وجها جديدا من وجوه الإعجاز وهو تنوع الأنظمة الرقمية وتوافق هذه الأنظمة مع المعنى اللغوي للآية فكما أن البلاغة القرآنية تتعدد كذلك الأبنية الرقمية تتعدد.
ولو أن القرآن الكريم لا يحوى إلا نظاما رقميا واحدا لجميع آياته.
إذن لم يبق من الإعجاز شيء للأجيال القادمة ولتوقفت معجزة القرآن الخالدة.
لذلك مهما بحثنا في كتاب الله نجد مزيدا من المعجزات ويبقي هناك المزيد من الأسرار تصديقا لقوله تعالي :
(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٥٣)
(فصلت)