أشار إليه القرآن الكريم في الآية التي عرضت للشهادة في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : ٢٨٢]. فنلاحظ أنه لم يعلل الموضوع بالنقص الذاتي للمرأة من ناحية التفكير ، بل علّله بإمكانية سقوطها تحت تأثير العاطفة التي عبر عنها بالضلال وهو الابتعاد عن الخط المستقيم. وما يؤكّد هذه الملاحظة ، أن القرآن اعتبر المرأة هي التي تذكّر وتهدي ، مما يدلّ على أن المرأة إذا ضلّت ، في بعض مواقفها ، فإن هناك امرأة أخرى تتدخل لتهديها إلى سواء السبيل.
* * *
الضعف ليس قدر المرأة الحتمي
يبدو لنا ونحن نناقش هذا الجانب العاطفي للمرأة ، أن العاطفة ليست قدرا لازما لها وضريبة مفروضة عليها ، بل هي إحدى نقاط الضعف البارزة في شخصيتها ، تماما ككل نقاط الضعف الأخرى الموجودة لدى المرأة والرجل ، مما نلاحظ في الآيات التي تؤكد على ضعف الإنسان وعجلته في الأمور ، وانحرافه أمام ذلك كله ، مما دعا القرآن إلى توجيه النداءات