(وَالْأَرْحامَ) : الأقرباء ، والرحم في الأصل : رحم المرأة ، ثم أستعير للقرابة بعلاقة الظرف والمظروف لكون الأقرباء مشتركين في الخروج من رحم واحدة.
(رَقِيباً) : جاء في مفردات الراغب : رقبته حفظته ، والرقيب الحافظ ، وذلك إمّا لمراعاته رقبة المحفوظ وإمّا لرفعه رقبته (١).
* * *
اختلاف النداء القرآني بين (يا أَيُّهَا النَّاسُ) و (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)
تبدأ السورة (يا أَيُّهَا النَّاسُ) في نداء إلهي الانخراط في سير تقواه تعالى. وذلك انطلاقا من كونه هو خالقهم (مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) ، تؤكد على وحدة نوعهم ومصدرهم ، وبالتالي على وحدة سيرهم المشترك «نحو الله تعالى» ، الأمر الذي يفرض عليهم الانخراط في خط تقواه تعالى ، لما تقتضيه الحاجة العميقة للمخلوق بالخالق ، في كل مجالات الحياة الروحية وغير الروحية. ولعلّ التدقيق في هذا الجانب يؤدي الى الانفتاح على آفاق جديدة من خصائص الوحدة في هذا التنوع الإنساني ، وروعة العظمة في هذا التلاؤم بين الوحدة والتنوّع ، في ما يوحيه من وحدة الشعور وحيوية العلاقات الإنسانية ، التي يريد القرآن تركيزها على الأسس الروحية المرتبطة بالله دائما ، باعتباره القوة التي تجمعهم في ما اختلفوا فيه.
__________________
(١) ـ (م. س) ، ص : ٢٠٦.