التي جعلت لكل علاقة نسبيّة أو زوجية حقا خاصا في التركة ، متصلا بالنساء ، على أساس ما يمثله من تأكيد لشخصيتها المستقلّة التي لم يهملها الإسلام ، كما أهملها التشريع الجاهلي الذي اعتبرها سلعة تورث وتنتقل إلى الرجل ، مع ما ينتقل إليه من أصناف المتاع ، بدلا من جعلها إنسانا يرث من موقع حقه في الحياة ودوره المميّز ، في ما يتميز به الناس من أدوار.
أما قصة اعتبار حصة الرجل أكبر من حصة المرأة ، فلذلك حديث مفصل ، سنعرف منه أن ذلك لا ينطلق من الانتقاص من كرامة المرأة ، بل ينطلق من عملية توزيع المسؤوليات التي جعل الإسلام القسم الأكبر منها على الرجل ، مما يفرض ـ من موقع العدالة ـ أن يكون السهم الأوفر له في الإرث.
* * *
القرآن يتحدث عن النساء في أكثر من سورة
ولم يقتصر الحديث عن النساء على هذه السورة فحسب ، فقد سبق والتقينا به في سورة البقرة ، وسنلتقي به مجددا في سورة المائدة والنور والأحزاب والمجادلة والممتحنة والتحريم والطلاق. وقد عالجت هذه السورة الكثير من القضايا المتصلة بالشخصية الإنسانية والقانونية للمرأة ، وتحدثت عن الحقوق والواجبات الزوجية المتبادلة بين المرأة والرجل ، والذي يظهر منه جليّا بأن الإسلام ينظر إلى المرأة ككائن إنساني مستقلّ في رأيه ، وفي تصرفاته ، وفي إيمانه ؛ فلا سلطة لأحد عليها ، إلا في ما تتنازل هي عنه من ذلك.
* * *