الإنسان المتمثلة في نفس واحدة ، بل هي من الأمور الطارئة في حركة وجوده في خط التنوع الذي يمثل قدرة الله على تنويع الشيء الواحد بألوان وخصائص متعددة ومن دون أن يفقد في تنوعه هذا طبيعته الأصيلة.
وفي ذلك فلا مجال لأن يرى الناس في هذه الخصائص مميزات وأمجادا وعناوين للتفاضل ، فهي ليست خصائص الوجود في العمق ، بل هي من خصائص الشكل والامتداد.
* * *
الشيخ محمد عبده في موضوع النفس الواحدة
جاء في تفسير المنار ـ كما نقله صاحب التفسير الكاشف ـ أنه نقل عن أستاذه الشيخ محمد عبده ، أن الله تعالى قد أبهم أمر النفس التي خلق الناس منها ، وجاء بها نكرة ، فندعها نحن على إبهامها. وما ورد في آيات أخرى من مخاطبته الناس بقوله : (يا بَنِي آدَمَ) لا ينافي هذا؟؟ رأي لا يرفع الإبهام ولا يعدّ نصا قاطعا في كون جميع البشر من أبناء آدم ، إذ يكفي في صحة الخطاب أن يكون من وجّهه إليهم في زمن التنزيل ، هم من أولاد آدم ، وقد تقدم في تفسير قصة آدم في أوائل سورة البقرة أنه كان في الأرض قبله نوع من هذا الجنس ، فسدوا فيها وسفكوا الدماء.
ولكننا نلاحظ على هذا الرأي ، أن الحديث القرآني عن «بني آدم» لم يكن مختصا بزمن التنزيل ، بل هو شامل للإنسان كله كما في قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) [الأعراف : ١٧١] وقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) [الإسراء : ٧٠] وقوله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ) [الأعراف : ٢٧] فإن هذه الخطابات أو الأحاديث لم